رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والثلاثون



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الحادي والثلاثون

بمشفى تابع لطب المنصوره.
رأى علاء عاليه تسير مع بعض من زميلاتها، رغم أنه تلاقت أعينهم ولكن عاليه، أزاحت بصرها بعيدا وسارت مع زميلاتها تتجنب النظر ناحية علاء الواقف مع احد زملاؤه، إستأذن علاء من زميله، وسار مسرعا، قبل أن تخرج عاليه من مبنى المشفى، نادى عليها قائلا: آنسه عاليه.
إرتجف قلب عاليه، وإدعت عدم السماع، لولا قول زميلتها لها أن هناك من ينادى عليها، إزدرت عاليه ريقها قائله: مخدتش بالى.

وقفت عاليه بينما سارت زميلاتها وتركنها
وقف علاء أمامها قائلا: إزيك يا عاليه، ممكن نقعد شويه في جنينة المستشفى.
إرتبكت عاليه وكانت سترفض، لولا قول علاء: هما خمس دقايق مش أكتر وأظن أننا في مستشفى عام، يعنى لا في كافيتريا ولا مكان مغلق، أحنا في مستشفى ومن الطبيعى أننا ممكن نكون زملاء، ونقعد مع بعض.
وافقت عاليه،
جلسوا الأثنين على احد المقاعد الموجوده بحديقة المشفى.

تحدث علاء بمفاجأه قائلا: بتتهربى منى ليه يا عاليه، مش أول مره أشوفك وتعملى نفسك مش شيفانى.
شعرت عاليه بخذو وصمتت.
عاد علاء حديثه قائلا: عاليه لو عالكلام الاهبل الى قالته غدير، يوم ما سهر إنضربت بالرصاص، فانا متأكد وانتى كمان عارفه إن مالوش اساس من الصحه، يبقى ليه نسلم نفسنا لاكاذيب ونخاف منها.

قالت عاليه بخذو: بابا كان ممكن في لحظه يموت سهر لو الرصاصه كانت صابت قلبها، وكمان كنت السبب في طلاق سهر وعمار.

رد علاء: ربنا ستر بس في رأيي زى سهر ما قالتلى، أن الرصاصه كانت بالنسبه لها رصاصة الرحمه، ويمكن تكون بدايه جديده لهم، أو تصحيح مسار، إنتى متعرفيش كان ايه بين سهر وعمار، أظن شوفتيها كانت بتنزف، ورفضت مساعدته أنه ينقذها، وأنا القدر رجعني علشانها، أنا مش من النوع الى بياخد حد بذنب حد تانى، كل شخص مسئول بس عن نفسه، أنا لو باخد بالمنظر، كنت بعدت عنك او حتى مكنتش قربت ليكى، بعد ما شوفت جزء من أخلاق غدير، وطريقة تعاملها مع اللى حواليها بتعالى حتى مع وائل نفسه، بس أنا كمان شوفت أسماء وطريقتها البسيطه والمحبه، قولت أكيد انتم الاتنين تربية طنط حكمت، طنط حكمت تبان قاسيه وشديده زى البت سهر ما قالتلى عليها، بس قسوه وشده بعقل مش بجهل، قسوه وشده تعلم الصح من الغلط.

تبسمت عاليه قائله: بصراحه انا أعتبر تربية أسماء، واللى، ربت أسماء كانت جدتى الله يرحمها، وهي كانت تقريبا بنفس طباع مرات عمى حكمت.
تبسم علاء قائلا: بقالى كتير مشوفتش طنط حكمت بسأل عليها بالتليفون، بتقولى إنها كويسه وماشيه على علاج الدكتور.

تنهدت عاليه قائله: انا حاسه إن مرات عمى، تعبانه ومخبيه، هي زعلانه من بعد عمار عن البيت هو. وحيدها رغم أنه يوميا لازم يزورها، بس النهارده الصبح حسيتها كده زعلانه وهي بتكلمه، وللأسف كل ده بسبب غدير وكذبها معرفش سبب للى عملته كسبت أيه طلاق عمار، وسهر، هي اللى إختارت وائل وحطت العيله تحت الأمر الواقع.

تنهد علاء يقول: في نوعيه كده، دايما تغل لو شافت إتنين مع بعض، وبعدين إحنا مش هنقضى الخمس دقايق في كلام عن غدير واللى حصل، طمنينى عنك، عرفت إنك نجحتى وبتقدير عالى كمان، ومعنى كده، إنك هتكونى من المرشحين لتدريب مجدى يعقوب في نص السنه، لازم تجهزى من دلوقتي.

تبسمت عاليه قائله: أنا جاهزه، ويارب يختارونى مع الطلبه الى هتروح، بس الخوف لو بابا وقتها موافقش، السنه الى فاتت عمار هو اللى اقنعه، أنما دلوقتي معتقدش عمار ممكن يدخل، هو وبابا بقوا مع بعض على الحياد، بابا حاول مع عمار، وعمار هو اللى واخد منه موقف.
تبسم علاء قائلا: لسه بدرى ووقتها أكيد باباكى وعمار ممكن يكون رجع بينهم التوافق تانى.

تبسمت عاليه قائله: يارب، بابا بسبب بعد عمار حاسه إنه زى الجندى المهزوم، مكنتش أعرف إن بابا بيحب عمار، بالشكل ده، بتمنى يتصالحوا تانى.
تبسم علاء قائلا: كل شئ مع الوقت بيتنسى، وبيرجع الود من تانى.
ردت عاليه: بس الود مش بيرجع زى ما كان، بيبقى، زى شئ هش، ممكن ينكسر تانى بسهوله، بابا عصبيته قلت كتير، حسيت أن عمار قسى قوى عليه، هو عارف قيمته عند بابا.

ضحك علاء يقول: عمار وعم سليمان هيرجعوا تانى، بس لما ترجع سهر من تانى لعمار.

تبسمت عاليه قائله: بتمنى أغمض عين وافتحها الاقيهم رجعوا من تانى لبعض، انا عمرى ما توقعت عمار إبن عمى يوقع في الحب، كنت بشوفه زى الترس في مكنه كل حياته شغل وبس، رغم أنه كان متجوز من خديجه، بس مكنش بيفضل كتير في البيت كان مقضى حياته سفر من هنا لهنا، كنت بستغرب أزاى خديجه قابله بكده، حتى خديجه حسيت أن بعد طلاقها هي وعمار بقت أفضل، حسيت إنها إتحررت من كذبه كانت مقيده حريتها، وكل ده بسبب ضغط جدى عليها زمان، خافت على ولادها من بطشه هو كان قاسى قوى، أنا فاكره أنى شوفته خيرها بين الجواز من عمار وفراقها لولادها، هي يومها بكت ووافقت غصب عنها، بس أهو جدى كان غلط في غصبه عليها هي وعمار، عمار أول ما قلبه دق، لغى كل شئ وجرى وراء الى قلبه إختارها.

نظر علاء ل عاليه معجبا برجاحة عقلها وقال بمغزى: القلب وقت ما بيختار كل شئ بيتنحى، حتى العقل مش بيشوف غير الى قلبه شايفه، حتى لو كان مستحيل، يوصله، وهنا بيظهر مين قد التحدى.
بكافتريا قريبه من الجامعه
تلفتت مياده حولها، توزع عيناها بالمكان.
لفت إنتباه حازم تلفتها حولها، وقال: في أيه بتتلفتى حوالين المكان كده ليه؟
ردت مياده: بصراحه أول مره أقعد في كافيتريا مع حد، حتى أول مره أقعد في كافيتريا أصلا.

تبسم حازم قائلا: عادى جدا بكره تتعودى، تقعدى مع زميلاتك وزمايلك.

تبسمت مياده قائله: أنا كان نفسى أدخل الجامعه علشان أحس بحريه، الجامعه فيها حريه عن المدرسه، حتى لو مفيش حضور في المدرسه، بس برضوا في تقييد للبنت، الجامعه حريه اكتر مع إنى كنت بستغرب على سهر بنت عمى لما كنت أسألها عن زمايلها الولاد، كانت تقولى هي مش مختلطه معاهم قوى لا هما ولا زميلاتها البنات هي صديقه واحده والباقى زملاء عادين، وأهو بسبب عدم إختلاطها مع اللى حواليها معرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه، مش المثل بيقول الى يعيش مع الناس يتعلم أكتر.

إعتدل حازم في مقعده قائلا: قصدك أيه بمعرفتش تتعامل مع أهل البيت الى كانت متجوزه فيه!
ردت مياده ببساطه: كانت بتتعمد تعمل معاهم مشاكل كتير، ومع الوقت المشاكل دى أدت للطلاق.
تعجب حازم قائلا: هي سهر إطلقت!
ردت مياده: أيوا إطلقت من كذا شهر، دى حتى عدتها خلصت من مده صغيره، هي الجوازه من الأول كانت غلط، هي طمعت في عمار زايد، هو مكنش متقدملها من البدايه بس هي الى لفتت نظره ليها، بأدعائها الرفض قدامه.

تعجب حازم قائلا: يعنى سهر كانت رافضه عمار، طب ليه إتجوزته من البدايه!
ردت مياده: لأ مكنتش رفضاه دى كانت بتدلع قدامه علشان تلفت نظره هو كان جاى علشانى، وهي طبعها كده تحب تلعب، وأهى مقدرتش تلعب على عمار، بس مع ذالك ووصلت للى كانت عاوزاه، شوية أموال، أخدتهم منه، بس في رأيي هي اللى خسرت، مش كل حاجه الفلوس.

تعجب حازم من حديث مياده عن سهر، بهذا الشكل أمامه، سهر لم تكن بتلك الصفه، هي ليست طامعه لأكثر من مره رفضت منه دفع ثمن كوب من القهوه تناولته، حتى أنها لم تحدث أبدا، والعجب الاكبر كان من تلك الفتاه التي تجلس أمامه، فأى نوع من البنات هى، لم يتعرف عليها سوا من أيام قليله، ومعرفه سطحيه، واليوم كان ثانى لقاء لهم وجلست معه، حقا بمكان مفتوح وعام لكن وحدهما، فسهر لم تفعلها أبدا، كانت دائما صفيه ثالثهم، وكانت مرات تعد على أصابع اليد الواحده، لا تتعدى ذالك، كانت معظم جلساتهم بفناء الجامعه، كما أنها تحدثت عن أمور عائليه، سهر لم تتحدث سابقا أمامه عن أى أمور عائليه تخصها، كان يكتشف عنها بعض الامور، بالصدفه، حتى انه تعرف على أخيها بالصدفه، تلك الفتاه ربما إبنة عم سهر، لكن بوضوح يبدوا الفرق بينهم، لكن لا تهمه تلك الفتاه فالفرحه التي بقلبه كافيه، سهر تحررت من ذالك المقيت زوجها، عاد الطريق أمامه مفتوح مره أخرى، لن يدعها تضيع من يده ثانيا.

بالعوده للفيوم
نظرت سهر لوجه عمار، مرسوم عليه الخوف، إبتلعت ريقها قائله: مش تعبان يبقى حربايه
هز عمار رأسه بنفى
الخوف يغزو جسد قائله: طريشه، المكان قريب من الصحرا، وكمان قريب من محمية وادى الريان.
هز عمار رأسه بنفى أيضا.
قالت سهر بضيق: قولى أيه الى على الفرع الى فوق راسى، وإصدمنى، هي موته ولا أكتر.

تبسم عمار وهو يقترب أكتر يرفع يده نحو تلك القبعه التي على رأس سهر قائلا: سهر متتحركيش الشئ الى كان عالفرع، بقى عالبورنيطه
قال عمار هذا وأزاح القبعه من على راس سهر.
تلهفت سهر قائله: حاسب يا عمار ليأذ...

نظرت الى بسمته والى ذالك الشئ الذي إبتعد عن القبعه، وتمالكت نفسها قائله: فراشه، يا كذاب، وأنا اللى خوفت لما شيلت البورنيطه من على راسى لتتأذى، ياريتها كانت عقرب ولدغك، بتسرح بعقلى، وفي الآخر، تطلع فراشه هي الى على فرع الشجره، كذااب، هات بورنيطى وإبعد عنى.
تبسم عمار، بمكر وهو يقترب أكثر من سهر التي تعود للخلف، الى أن إلتصقت بالشجره خلفها قائلا: خوفتى عليا لتأذى، وده معناه أيه؟

إرتبكت سهر من قرب عمار، وتعلثمت قائله: عادى أى حد مكانك كنت هخاف عليه، إنت متفرقش عن غي.
لم تكمل سهر كلمتها
تفاجئت بعمار يلف يده حول خصرها لتصبح إحدى يديها وجسدها محاصران بينه وبين الشجره، وبمفاجأه، قبل وجنتها ثم قبل شفاها بشوق
للحظه تفاجئت سهر من فعلته لكن عادت وكانت ستصفعه، بيدها الأخرى، لكن عمار أمسك معصمها وظل يقبلها، الى أن شعر بحاجتهما للهواء، ترك شفاها مرغم، لكن مازال يحاصر جسدها.

شعرت سهر بتوهه، وهي تستنشق الهواء، عيناها كانت مسلطه على وجه عمار، الذي ينظر لها ببسمه وإنتشاء، هبت نسمة هواء قويه محمله ببعض الغبار، أرغمتها تغلق عيناها، لثوانى ثم عادت تفتحهم، كان عمار هو الآخر يفتح عيناه تلاقت عيناهم، أخفضت سهر عيناها، ثم رفعتها، وإنتبهت على وقفتهما أسفل الشجره، كذالك فاقت من سكرة قبلة عمار، تذكرت أن هذه القبله محرمه، وإقتراب عمار منها بهذا الشكل خطأ، لااا بل محرم أيضا.

تملصت بين يديه، تقول له بعصبيه: إبعد عنى، يا حقير، يا قليل الأدب الى عملته ده حرام، وربنا هيجازينا إحنا الأتنين بالغلط ده.
إبتسم عمار وإبتعد عنها قليلا، يقول ببسمه: وهيجازينى، بأيه أكتر من بعدك، عنى وطالما حرام أيه رأيك نخليه حلال، عمى منير هنا في المزرعه، خلينا نرجع لبعض من تانى.

إبتعدت سهر عنه قائله: ده بعدك إنى أرجعلك من تانى، إنسى، مستحيل أرجع لواحد قليل الأدب وحقير وعنده سوء ظن بيا، ودلوقتي خلينا نرجع لبيت المزرعه أنا تعبت من الوقفه هنا.
شعر عمار بغصه في قلبه وظل واقفا مكانه.
بينما سهر سارت أمامه، إبتعدت عنه بضع خطوات، ثم نظرت خلفها وجدت عمار مازال واقفا في مكانه فقالت له: هتفضل واقف مكانك بقولك عاوزه ارجع للاستراحه ومعرفش الطريق بين الشجر.

رسم عمار بسمة مكر قائلا: لأ إزاى أنا كمان محتاج أرجع للأستراحه، محتاج أرتاح أنا بين العمال من بدرى و الجو كمان بدأ يحرر
يلا بينا.
سارت سهر أمامه يوجهها الى الطريق، الخاطئ، ظلا الأثنان يسيران بين أشجار الرومان بالمزرعه، كان عمار يشاغب سهر، أحيانا، ترد بضيق وأحيانا تصمت.

الى أن وقفت تثنى ظهرها تضع يديها فوق ركبتيها قائله بتعب: خلاص مبقتش قادره أكمل مشى، إحنا لفينا المزرعه كلها وبنرجع لنفس المكان، مش سبق وقولت إنك عارف مزرعتك وكل طرقها، فين ده بقالنا أكتر من ساعه وربع بنمشى في المزرعه وموصلناش حتى لمكان نشوف منه الأستراحه من بعيد، حتى مفيش عامل قابلنا بالمزرعه واضح إن ده وقت راحتهم، والتليفون بتاعى نسيته في المزرعه، كنت شغلت GPS وعرفت بداية الطريق للأستراحه.

أخفى عمار بسمته قائلا: قولتك من شويه أشيلك مرضتيش، وبعدين GPS
ايه اللى يشتغل هنا، المكان بعيد عن الشبكه، حتى تليفونى مش بيلقط شبكه.
نظرت له قائله: قصدك أيه هنرجع نلف في المزرعه من تانى، لأ أنا خلاص مبقتش قادره أقف على رجليا، أنا هفضل هنا لحد ما العمال يرجعوا تانى العصر يكملوا قطف الرومان.
قالت سهر هذا، وجلست أرضا تحت ظلال، أحد الأشجار، وربعت ساقيها.
تبسم عمار قائلا: طب ايه مش جعانه.

رفعت سهر القبعه، عن وجهها قليلا قائله: حضرتك شايف إيه، أنا لو فطرت بخروف، المشى الى مشيته في المزرعه يهضمه.
تبسم عمار يقول: والرومان الى أكلتيه مشبعكيش.
نظرت له بسخط قائله: الرومان الى أكلته وهو انا كنت أكلت كام قفص، دى هي واحده بس، ودلوقتي إتصرف انا جعانه، إنت السبب إننا توهنا في المزرعه بين الشجر، وتقولى مزرعتى وعارف كل سككها بدايتها ونهايتها، وكمان زمان بابا قلقان عليا، كله بسببك.

تبسم عمار قائلا: وأنا مالى كنت انا اللى توهتك من الأول، خليكى هنا متتحركيش، هشوف كده في المزرعه حوالينا
يمكن يكون العمال نسيوا أو فاض منهم أكل هنا.
نظرت له بسخريه قائله: ماشاء الله هتأكلنى الى فاض من العمال بس مش مهم المهم أكل لأنى جعانه جدا، غير إنى مفطرتش الصبح وخلاص قربنا عالعصر، كل الى نزل جوفى من الصبح، هي الرومانه الى إنت حسبتها عليا وليمه.

تحدث عمار: طب وايه اللى خلاكى مفطرتييش كان حد منعك من الفطور الصبح، أهو لو كنتى فطرتى كنت قدرتى تكملى مشي في المزرعه يمكن كنا وصلنا للأستراحه.
رفعت سهر، رأسها لكن أخفت عيناها بيدها من آشعة الشمس وقالت له بغيظ: مكنتش أعرف إنك هتوهينى في المزرعه، وهنلف وهندور، وبلاش اسئلة كتير، مش قولت هتشوف يمكن تلاقى أكل فايض من حد من العمال، إتفضل شوف، وأنا هنا، هستناك، غير إنى عطشانه، شوف لنا ميه معاك كمان.

تعامد آشعة الشمس على عيني سهر البنيه جعلها تشبه حبات اللوز الشهيه، فكر عمار، لما لا يقبل سهر مره أخرى الآن، يرتوى من شفاها هو بالفعل يشعر بالظمأ، لكن سهر ستكون ردة فعلها كالسابق.
أغمض عيناه قائلا: تمام متتحركيش من هنا، وأدعى إنى ألاقى أكل، والعموم إن ملقيتش آكل الرمان كتير أهو منه أكل وميه.

ردت عليه بغيظ: متخافش مش هقدر أتحرك من مكانى بس إياكش إنت متوهش عن مكانى، وأفضل أنا هنا لوحدى لحد العمال ما يرجعوا بعد العصر.
بعد دقائق قليله عاد عمار، الى ذالك المكان الذي ترك به سهر، تبسم وهو يراها نعست وهي جالسه أسفل الشجره، ظل يتأمل ملامح وجهها التي تميل للحمره قليلا من آشعة الشمس، ظل يتآملها قليلا، يتمنى أن تتخلى عن عنادها وتقبل بالرجوع إليه.

وضع تلك السله الصغيره أرضا، وجلس أمام سهر ووضع يده على وجنتها برفق قائلا: سهر.
فتحت سهر عيناها، للحظه تنهدت قائله: عمار ثم اغمضت عيناها مره أخرى.
تبسم عمار، وعاد يوقظها قائلا: سهر إصحى أنا لقيت آكل وميه.
فتحت سهر عيناها: ونظرت ليد عمار التي على وجهها، وأبعدت وجهها وأعتدلت في جلستها.
تبسم عمار يقول: لحقتى تنعسى، أنا يادوب مبقاليش ربع ساعه، سايبك.

فركت سهر عيناها قائله: معرفش أنا نعست إزاى اصلا المهم لقيت آكل ولا هاكل رومان، وكويس إنك متهوتش عن مكانى.
رد عمار وهو ينظر لوجه سهر بعشق: أنا مستحيل أتوه عن مكانك يا سهر.
نظرت سهر، لعمار، الذي تبسم لها، أخفضت عيناها و رأت تلك السله الصغيره، فقالت: كويس إنك لقيت آكل، والسله دى فيها أيه.

وضع عمار، تلك سله الصغيره، أمام سهر قائلا: أهى اللى لقيتها، بس ده عيش وجبنه، وكام طمطمايه وخيار، وفي إزازة ميه نصها، حتى سخنه شويه.
تبسمت سهر قائله: ناقص الحلاوه، علشان نبقى زى زيارة الى في السجن، بس السجن هنا مفتوح في الهواء الطلق، أو بالاصح تحت الشمس، الطقس هنا غريب قوى، رغم إننا خلاص داخلين عالشتا، بس فيه حراره صحيح مش قويه زى الصيف، بس بالنسبه لجو المنصوره يعتبر حار.

رد عمار: الطقس هنا له طبيعته الخاصه، وبعدين مش بتقولى جعانه، ليه بقى بتتريقى عالأكل اللى أنا لقيته هنا في المكان.
تبسمت سهر قائله: لأ الحمد لله إنك لقيت حاجه ناكلها أهو تسد جوع والسلام أحسن من أكل الرومان، بس مش غريبه أن العمال، يكونوا جايبين أكلهم في سله نضيفه زى، دى، دى تشبه الانش بوكس، بس دى كبيره شويه، وكمان دى إزازة ميه معدنيه، نضيفه.
تنهد عمار قائلا: هتاكلى ولا هتفضلى تسألى.

ردت سهر: لأ هاكل أنا جعانه.
فتح عمار تلك السله الصغيره ووضعها أمام، سهر وامسك بعض الطعام يقربه من فم سهر.
نظرت له قائله: أكل نفسك أنا مش طفله وكمان عندى إيدين بعرف أكل بهم كويس.
تبسم عمار، وعاد اللقمه لفمه، وبدأ يمضغها، ويتناول الطعام مع سهر، الى أن قالت سهر: الحمد لله شبعت، هو العصر مش قرب على الأدان، هما العمال هيرجعوا يكملوا شغلهم أمتى.

تنهد عمار قائلا: معرفش، غير إن ممكن يكونوا هيكملوا قطف الرومان اللى في الناحيه التانيه.
قالت سهر بشهقه: أيه يعنى أيه، طب والرومان الى هنا.
رد عمار ببساطه: أكيد هيكملوا قطفه بكره.
شهقت سهر قائله: نعم وأحنا هنفضل هنا لحد بكره، وبتقول المكان مفيش فيه شبكة تليفون كمان، لأ أنا مقدرش أبات هنا وسط الشجر أخاف.
تبسم عمار يقول: وتخافى من أيه مش المزرعه قبل كده قولتى إنها عجباكى وتتمنى تعيشى هنا.

ردت سهر: أه عجبانى، بس مش اعيش وسط أحراش الشجر، مفكرنى طرزان ولا إيه.
تبسم عمار يقول بمعاكسه: وهو طرزان كان حلو ووشه أحمر من الشمس كده، وبقى شبه التفاحه، فاكره التفاح اللى كنتى بتقطفيه، وإحنا هنا المره الى فاتت، ياريتنا كنا توهنا بين شجر التفاح، على الأقل كنت قريبه منى مش زي دلوقتي، قريبه وبعيده في نفس الوقت.

خجلت سهر من عمار وأخفضت وجهها بصمت وإصطبغ وجهها بأحمرار اكثر، ثم قالت: إزاى هنرجع واضح إن العمال مش هيرجعوا للناحيه دى تانى النهارده.
تبسم عمار قائلا: إدينا قاعدين مستنين فرج ربنا، يمكن باباكى يقلق عليكى، فيدور علينا وواحد من عمال المزرعه الى عارفين مداخلها ومخارجها أكتر منى يعطر فينا.

نظرت سهر له بذهول قائله: وأفرض الدنيا ضلمت علينا، لأ أنا خلاص، إرتاحت شويه، وكمان أكلت خلينا نرجع نحاول يمكن نوصل لمكان إستراحة المزرعه.
قالت سهر هذا ووقفت.
نظرت لجلوس عمار قائله: ليه قاعد يلا قوم خلينا نمشى من طريق تانى يمكن الأستراحه تظهر قدامنا.
نهض عمار، رغم عنه قائلا: براحتك بس مترجعيش تقولى تعبت تانى، لو فضلنا تايهين.

ردت سهر: متخافش بس هات إزازة الميه وكمان باقى الأكل ده، يمكن نرجع ونحتاج له الله أعلم هنخلص من المتاهه دى إمتى.
تبسم عمار، وسار خلفها، بين الأشجار، كادت سهر أن تتعرقل لأكثر من مره لكن كان عمار، يمسك يدها، وسط تذمرها بعض الأحيان.
ولحسن الحظ هذه المره ظهر أمامهم من بعيد مبنى الأستراحه.
تنفست سهر الصعداء قائله: أخيرا الاستراحه ظهرت أحمدك يارب أنا فكرت هنفضل نلف طول الوقت ونرجع لنفس المكان.

تبسم عمار، بصمت هو كان يود أن يطول بهم الطريق لكن لاحظ الأرهاق الشديد على سهر، فدخل من طريق يعلم أن نهايته، تؤدى الى إستراحة المزرعه.
بينما عقب العصر مباشرة، باستراحة المزرعه.
وقف منير مع يوسف
بينما حسام ومازن إبنه، يودعون
خديجه ومنى وأحمد الذي قال: هننتظرك يا مازن إنت وآنكل حسام المره الجايه تيجوا عندنا البلد تقضوا أجازه الويك إند.

تبسم حسام قائلا: أتمنى طبعا، أكيد هنعرفك قبلها، في أمان الله طريق السلامه.
تحدثت خديجه ل يوسف الواقف بعيد قليلا يتهامس مع منير حول عدم رجوع سهر وعمار من المزرعه لهذا الوقت
قائله: مش يلا يا يوسف الطريق طويل، ومكفش كلام مع الأستاذ منير.
تبسم يوسف قائلا: جاى يلا بينا، سلام يا حسام، ويا بشمهندس مازن هستنى زيارتك لبلدنا.

نظر حسام بأتجاه خديجه قائلا: أتمنى تكون الزياره قريبه جدا، مع السلامه يا خديجه، مع السلامه يا ولاد.
أمائت خديجه راسها بصمت، لا تعرف ذالك الشعور الذي يعتريه حين يناديها باسمها دون لقب.
بعد قليل، بالسياره
تحدث يوسف قائلا: خديجه إنتى نمتى ولا إيه؟
فتحت خديجه عيناها قائله: بتقول أيه يا يوسف؟
رد يوسف: بحسبك نايمه.
ردت خديجه: لا مش نايمه بس مغمضه عينى.

رد يوسف: محترم قوى حسام ده، وكمان مضياف، يعنى اليومين الى فضلناهم هنا كان أحمد شبه مقيم في مزرعة والده، مع مازن، حتى كان بيبعت حارس ياخد منى والمسا يرجعها هو بنفسه للمزرعه.
دارت خديجه بسمتها قائله: أكيد بيعمل كده علشان الشراكه اللى بينكم، هو كمان لما كان في المنصوره أيام زفاف عمار، كنا مهتمين بيه وبعيلته كلها.

رد يوسف: يمكن ده السبب، بس أيه رأيك في شخصية حسام، بحسه شخصيه واضحه وصريحه، مش من النوع اللى بيلف ويدور، وكمان شوفته وهو قاعد معاكى إمبارح بالجنينه.
تعلثمت خديجه قائله: مقدرش أحكم على شخصيته من كام مره شوفته فيهم، وكمان أنا كنت قاعده وهو قعد إتحرجت أقوم بس مقعدتش كتير وإستأذنت منه، عادى.
أخفى يوسف بسمته قائلا: فعلا عادى.
شعرت خديجه بالحرج فنظرت خلفها بالسياره قائله: بتعملوا ايه يا ولاد.

رد أحمد: بنلعب لعبه سوا عالأيباد.
تبسم يوسف وهو ينظر لهم من مرأة السياره قائلا: ريحوا عنيكم من الايباد شويه، طول الوقت قاعدين قدامه يا هو يالابتوب، أنا لما بفصل شويه قدام الابتوب بحس عينى بتزغلل لكن أنتم مشاء الله جيل الموبايل لازق في ايده ليل نهار، الله يمسيكى بالخير، يا أم يوسف اول مره شافت الموبايل في آيدى فكرته شيكولاته.
تبسمت خديجه قائله: خاف على نفسك لوكالة رويتر تنقلها الكلام تطردك من البيت.

ضحك يوسف قائلا: منى حبيبة خالوا مكنتش مركزه معايا، صح، يا منمن.
ردت منى بعدم إنتباه: كنت بتقول ايه يا خالو.
رد يوسف بضحك هو خديجه، : بقول منى بنت أختى أحلى بنوته في الدنيا كلها.
تبسمت منى قائله: وأنت اخلى خال.

باستراحة المزرعه
دخلت سهر وخلفها عمار
وجدت والداها يقترب منها قائلا: سهر كنتى فين أنا قلقت عليكى لما رجعت للأستراحه ومقلقتكيش هنا.
ردت سهر: أنا بخير، يا بابا، بس توهت في المزرعه وعمار لاقنى وبعدها توهنا إحنا الإتنين بس الحمد لله، رجعنا أهو بخير.
تبسم منير لها بحنان.

قالت سهر: أنا هروح اقول للشغاله تجيبلى طبق كبير فيه ميه بملح أنقع رجليا فيه، بعد ما اخد شاور حاسه جسمى كله تراب وخلاص مبقتش قادره أقف، عن إذنك يا بابا.
غادرت سهر وتركت عمار مع والداها، تبسم لعمار قائلا: ها قدرت تقنعها بالرجوع، أنا رجعت مع رئيس العمال، الى سحب العمال، للناحيه التانيه من المزرعه، وفضى المكان عليكم.
تنهد عمار قائلا: لسه شويه، سهر بتلين وترجع تانى تعند، هااا ربنا يسهل.

تبسم منير قائلا: سهر في العاده بتلين بسرعه بس مش عارف معاك ليه بتعند، بس أنا لما جيت لهنا في المزرعه إتأكدت إنك بتحب سهر، ماهو مفيش واحد عاقل هيبيع نص مزرعه زى دى تساوى ملايين لطليقته، برضاه. الإ إذا كان عاشق ل سهر.
بالبلده، بمنزل يوسف
فتح يوسف باب شقة والداته ودخل، ينادى عليها، لم ترد عليه، نادى على أسماء، هي الأخرى لم ترد عليه.
تعجب قائلا: هما راحوا فين، ليكون ما صدقوا إنى سافرت يومين، وطفشوا.

ردت من خلفه قائله: مين الى طفشوا، على قلبك قاعدين إحنا كنا في مشوار مهم ولسه راجعين.
إنخض يوسف ونظر خلفه، مبتسما يقول: مش تحكى، يا أم يوسف كده تخضينى، يلا هاتى طاسة الخضه بقى.
ضحكت أسماء، وقالت أم يوسف: مش هتبطل هزار طول عمرك، خلاص بقى إعقل كبرت وقربت تبقى أب لازم يكون عندك عقل شويه.
رد يوسف بعدم إنتباه: والله يأم يوسف أنا فعلا كبرت وبقى عندى شعرتين بيض، وقربت أبقى...

توقف يوسف عن الكلام يقول: قولتى أيه قبل شويه يا ماما.
ضحكت والداته قائله: زى ما سمعت، قربت تبقى أب، ولازم تعقل شويه.
تحدث يوسف قائلا: إنتم كنتم فين؟
ردت أسماء قائله: كنا عند دكتورة النسا.
سئم وجه يوسف خائفا فبعد أيام قد يتبدل ذالك الفرح الذي على وجه أسماء بعد خسارتها للجنين.
شعرت والداته به وقالت برأفه: أسماء حامل أربع شهور وقريب هتدخل الخامس والجنين الحمد لله بخير.

تعجب يوسف قائلا: بتقولى حامل خمس شهور، وإزاى أنا معرفش!
ردت والدة يوسف: علشان تعرف إنك حمار.
ضحكت أسماء
تهكم يوسف قائلا: عجبك قوى إنها بتقول عليا حمار، ماشى أضحكى، وانا الى قولت اسماء وظوظت وربربت، وبقت موزه، أتاريكى حامل وانا آخر من يعلم.

تبسمت اسماء بحياء، بينما قالت والدة يوسف: أنا وأسماء عارفين انها حامل من كذا شهر وانا الى قولت لها متقولكش، غير لما نتأكد أن الحمل المره دى ثبت بس تعرف يا واد يا يوسف أسماء حامل من إمتى، من يوم ما أغمى عليها، لما شافتك داخل البيت مكسر، يظهر لما ردتلك عضمك، ربنا رضاها وحبلت من الخضه، وربنا ثبت الحمل المره دى.

ضحك يوسف قائلا: ياريتنى كنت خضيتها من زمان، وكمان ليكى عندى خصه تانيه، يا أم يوسف، خديجه بنتك متقدم لها عريس، حسام شريكى أنا وعمار، كلمنى وطلب منى إيد خديجه، إفرحى، يا أم يوسف، الفرح أما بيجى بيجى مره واحده
بعد مرور حوالى عشر ايام
بجامعة سهر.
إنتهت سهر من محاضراتها، وخرجت من الجامعه لتفاجئ، ب حازم، يقف مع أحد افراد أمن الجامعه.

ترك حازم ذالك الفرد حين رأى سهر، وتوجه اليها مبتسما يقول: ازيك يا سهر أخبارك إيه.
ردت سهر: الحمد لله بخير، بس صفيه لسه مجتش للجامعه، عامله عروسه بقى، وإنت كنت هنا في الجامعه ليه؟
تبسم حازم قائلا: أنا كنت جاى أقدم عالدرسات العليا، وكمان قدمت أنى اشتغل معيد في الجامعه، إنت عارفه إنى من العشره الاوائل، وعرفت إن الجامعه هتاخد السنه دى معيدين، للسنه الجايه.

تبسمت سهر قائله: ربنا يوفقك، عن إذنك أنا مصدعه من المحاضرات ومحتاجه أروح أرتاح.
رد حازم: أيه رأيك نتمشى سوا لحد ما تلاقى تاكسى.
كانت سهر سترفض عرضه، لكن قال لها: أظن ده شارع عام وواسع.
صمتت سهر، ليسير الاثنان بالشارع متباعدين.

تنحنح حازم وقبل ان يتحدث كانت تقف تلك السياره، وكادت أن تصدمه، لكن إبتعد، ونظر للسياره بحقد كبير، إزداد حين نزل عمار من السياره ونظر له بغضب، ثم نظر لسهر بلوم، وقبل أن يتحدث، تحدث حازم بتعسف قائلا: مش تاخد بالك من الطريق وإنت سايق، ولا هي هوايه عندك تدهس الناس.
رد عمار وهو ينظر لسهر قائلا: إنت تسكت مسمعش صوتك وياريت تغور من قدامى أفضلك.

رد حازم قائلا: هذب ألفاظك شويه، وبدل ما تعتذر بتقل في ادبك صحيح إنسان وقح.
إقترب عمار من حازم وأمسكه من تلابيب ثيابه قائلا: سبق وضربتك قبل كده، يظهر متعرفش انا مين؟
قال عمار هذا ورفع يده كى يلكم حازم، لكن، يد أخرى صدته قبل أن تصل لوجه حازم.
تعجب عمار.

نظرت له سهر قائله: بطل همجيتك دى يا عمار، وحازم مغلطش فيك، الى قاله صحيح، إنت الغلطان من البدايه، وكنت هتدهسه، وبدل ما تنزل وتعتذر نازل علشان تضربه، تعرف لو حازم قدم فيك بلاغ أنا هشهد معاه، إنت الى غلطت من البدايه، ودلوقتي إمشى من هنا بسلام، وبلاش فضايح في الشارع.

صدم عمار من قول سهر، ومن مسكتها ليده، نفض يدها عنه قويا، نظر لها بغضب ساحق، كان يود أن يسحبها من يدها معه لكن للحظه خشي أن يعود مع سهر لنقطة البدايه مره أخرى، فقرر التحلى بالهدوء وعاد لسيارته وغادر مسرعا، يكاد يحترق من الغيره، كيف لها أن تمنعه عن تلقين هذا الحقير، درس لن ينساه، لكن عليه بالصبر.

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون

بعد مرور عشر أيام
بمكتب يوسف مساء، نهض يوسف من خلف المكتب حين دخل عليه عمار، تبسم مرحبا، ثم جلس الأثنان جوار بعضهم على أريكه بالغرفه.
تحدث عمار قائلا: معطلك عن الشغل.
تبسم يوسف قائلا: لأ إنت ناسى بكره الجمعه أجازة المحكمه، والنهارده قليل الزباين الى بتجى، وبعدين من إمتى بتسأل السؤال ده، شكلك مضايق، هدخل أقول لأسماء تعمل لينا إتنين قهوه، ونقعد أشوفك مضايق ليه، مع أنى متوقع السبب.

أماء عمار بموافقه.
بعد دقيقتين عاد يوسف وجلس لجواره وقال: ها بقى على ما القهوه تجى، قولى أخبار طنط حكمت أيه؟

رد عمار: مش عارف ليه حاسس إنها تعبانه ومخبيه عنى، وغلبت فيها تجى تعيش معايا في شقة المنصوره هى، وبابا، بس مرضيتش بتحجج، بأخواتى البنات بتقول هنا المكان واسع علشان عيال أخواتى لما يزروها يلاقوا مكان واسع يلعبوا فيه، أنا مش بروح بيت زايد غير علشان أطمن عليها، مش طايق البيت باللى فيه، خلى فريال تمرع فيه براحتها، مش بتكره تشوف وشى أهو أنا ريحتها، حتى عمى أنا مجتنب الكلام معاه مش اكتر عن الشغل، وكمان إطمنت على خديجه، وأحمد ومنى.

تبسم يوسف قائلا: وأحمد سابك تمشى بسهوله كده.
زفر عمار نفسه قائلا: لأ كان زعلان وقالى، أنه زعلان من نفسه علشان كان بقى بيعامل سهر، بطريقه سيئه وعاوز يشوفها ويعتذر منها.
تعجب يوسف قائلا: مش فاهم!

زفر عمار أنفاسه قائلا: يعنى يحق لسهر كانت تطلب الطلاق، حتى أحمد ومنى بعد ما كانوا، أصدقاء وبيحبوها، فجأه إتغيروا في معاملتهم معاها وكل ده بسبب فريال، زرعت في دماغهم أن سهر هتبعدنى عنهم وأنها هتزرع في قلبى الكره لهم.
تحدث يوسف غير مندهش قائلا: والله مش فاهم، حماتى دى غرصها من ده كله أيه الى بتوصله، يلا ربنا يهديها، بس مش ده الى مضايقك.

رد عمار بندم: فعلا مش ده الى مضايقنى، مكنش لازم أطاوع سهر عالطلاق، أو حتى كنت طلقتها طلاق بائن كنت عرفت أردها، أهى العده خلصت بقالها كام يوم، وبطلبها عالموبايل مش بترد عليا ولا على الرسايل الى ببعتها لها.

ضحك يوسف قائلا: صحيح الحب الحاجه الوحيده، الى بتجبر الأنسان أنه يتغير، يعنى أنت مثلا، قبل ما تقابل سهر وتشغل عقلك كان كل تركيزك في الشغل وبس، يعنى بغض النظر عن الخلافات الى كانت بينك وبين سهر، بس كنت بتبقى عاوز تخلص شغلك بسرعه وترجع البيت علشانها البيت الى أنت مش طايق دخوله النهارده مش علشان وجود فريال فيه، لأ علشان سهر مش موجوده، متأكد لو سهر لسه في البيت كنت هترجع علشانها، حتى في وجود فريال، رجعت تانى تهرب أكتر وقت بعيد عن البيت، كنت بتدخل يا دوب عالنوم، بس سهر لما جت للبيت، كنت بتسابق الوقت علشان ترجع علشانها، بس الى زاد بقى، إنك سيبت البيت مش قادر تتحمل تفضل فيه وهي مش موجوده كان عندك أمل إنها ترجع قبل نهاية العده، بذات لما رجعت من البحر الأحمر قبل نهاية العده فكرت إن الطريق سهل، بس سهر كمان مش سهله، وإحذر من مكر بنات حوا.

هنا دخلت عليهم والدة يوسف، تحمل صنيه بين يديها، قالت ساخره: ماله مكر بنات حوا، ومن أمتى إحنا مكارين، إتفضلوا الشاى.
تبسم عمار ووقف أخذ منها الصنيه ووضعها على طاوله قريبه.
تبسم يوسف هو الآخر قائلا: فين أسماء أنا طلبت منها تعمل لينا قهوه، مش شاى.
ردت والدة يوسف: الوقت إتأخر على شرب القهوه، وأنا الى عملت لكم الشاى ده وهتشربوه من غير سكر.

تذمر يوسف قائلا: ليه السكر الى عندنا خلص، أنتى عارفه أنى بشرب الشاى سكر زياده، وعمار بيشربه بسكر مظبوط.
جلست والدة يوسف على مقعد قائله بتصميم: أنا قولت هتشربوه كده، من غير سكر، وهعقد لحد ما تشربوه وأخد الكوبيات.
تبسم كل من عمار ويوسف بخباثه، فقال عمار بتهرب: أنا ماليش نفس للشاى، هقوم أمشى، بقى تصبحوا على خير.
قال عمار هذا ونهض واقفا،.

قالت أشجان بأمر: إقعد يا عمار، مش هتهرب منى، بكفايه كنت مغفله طول السنين الى فاتت، ومعرفش إنك، وخديجه مش متجوزين غير عالورق، طب كنتوا قولولى، وإشركونى معاكم، تصدق، يا عمار، يا إبن حكمت، إنت الاشاعه الى كانت طلعت عليك دى شويه عليك، طب والحمار، يوسف هقول باقى على سر صاحبه، وخديجه خايفه أضغط عليها، أنها تقبل بالأمر الواقع وتبقى مراتك، قول وفعل، إنت كانت حجتك أيه قلة ثقه فيا، إنى هفضح أمركم مثلا.

تبسم عمار قائلا: أنا عندى ثقه كبيره فيكى وحضرتك عارفه مقامك عندى، بس هي الظروف وأهو خلاص علاقتى بخديجه، بقت واضحه قدامك وقدام الجميع.

تنهدت أشجان قائله: رغم إنى زعلانه، بالحقيقه الى ظهرت، بس زعلت أكتر لما عرفت إن الوحيده الى بتحبها هي سهر، فرحت فيك دوق بقى لوعة الحب، البنت كانت غلبانه، أنا أعرفها من وهي صغيره لما كانت بتيجى لجدتها الحاجه يسريه، ربنا يرجعها بالسلامه، كانت هاديه ومش وش مشاكل، إنت مكنش ينفعك غير غدير، بنت فريال، تسحرلك بالحنجل والمنجل.
ضحك يوسف قائلا: أهى سهر سحرته، باللى أقوى من الحنجل والمنجل، سحرته بعشق السهر.

بنفس الليله، لكن إقترب الليل على الانتصاف.
بشقة والد سهر
شعرت سهر، بالضجر، وهي تجلس أرضا، وجوارها، علاء، وكذالك منير ونوال يجلسان معهم لكن على أريكه خلفهم، يشاهدون أحد قنوات الأفلام الأجنبيه
قالت سهر، بإدعاء، أنا خلاص كبس عليا النوم، والفيلم ده أنا شوفته كتير قبل كده، هقوم أنام.

تحدث علاء قائلا بمكر: تصدقى أنا كمان كبس عليا النوم، مع إنى كنت ظابط التليفون بتاعى، مش عارف ليه مرنش يفكرنى، يمكن فصل شحن، من كتر الرسايل الى بتجى عليه.
ردت سهر بعدم فهم: وبيجيلك رسايل من مين بقى، أوعى تكون بتعشم البنات، وتخليهم يبعتولك رصيد.

ضحك الجميع وقال علاء: لأ الحمد لله مش بعشم حد أنا عندى أخت، زيهم محبش حد يلعب بيها، أنا كمان مش بعشم اى بنت، بس بصراحه حاسس إن أختى، هي اللى بتحب تلعب، في الموبايل قبل ما تنام.
تبسمت سهر قائله: شكلك بتتريق عليا، بس هقولك تصبح على خير.
تبسم علاء، وقال: متنسيش تقفلى الشباك كويس قبل ما تنامى.
إندهشت سهر قائله: الشباك مقفول من العصر.

ردت نوال: أهو زيادة تأكيد قربنا عالشتا وفي رياح قويه بتجى اليومين دول، ممكن تنط لك من الشباك.
كتم علاء ضحكه، قائلا: كلام ماما صحيح مش هتخسرى حاجه لما تتأكدى من قفل الشباك، لا الهوا، يفتحه بالليل وإنتى نايمه وتتفزعى.
ردت سهر بحسن نيه: طيب هتأكد أول ما أدخل الاوضه، بلا تصبحوا على خير، هات بوسه، يا بابا، بالعند في ماما.

تبسمت نوال، كذالك علاء، وقال منير، وهو يقبل وجنتها، حبيبة بابا، أحلام سعيده، وتصبحى على جنه.
تبسمت سهر قائله: وانت من أهلها، يا بابا، ويلا كمان يا ماما، تصبحى على خير.
ردت نوال: وإنتى من اهل الخير، بس إتأكدى من قفل الشباك.
ردت سهر: حاضر اول ما ادخل الاوضه هشوف الشباك مقفول كويس ولا لأ، تصبحوا على خير.
دخلت سهر لغرفتها، تبسم منير، قائلا: في أيه في شباك سهر إنتم الأتنين بتأكدوا عليها تقفله كويس.

ضحك علاء، وكذالك نوال.
إندهش منير قائلا: بتضحكوا على أيه، مش فاهم.!
رد علاء وهو يضحك: أصلى شوفت عمار، بينط من شباك أوضة سهر، يوم إفتتاح معرض وائل، وأنا جاى في الشارع، بس هو مشفنيش.
ضحكت نوال قائله: وأنا كمان كنت ببص، بالصدفه من بلكونة شقة هيام، وشوفته، وهو بيطلع من الشباك.
تعجب منير قائلا: وأنا كنت فين، ومشوفتش الى حصل ده.

رد علاء ضاحكا: هتشوف عمار إزاى وهو بينط من الشباك وحضرتك كنت معاهم في الشقه، ويمكن حضرتك السبب أنه ينط من الشباك علشان متشوفوش مع سهر، وتسألها، أو عمار يستغل الفرصه ويطلب رجوعها من تانى له.
ضحك منير قائلا: صحيح الحب بهدله، عمار زايد ينط من الشباك.
ضحك ثلاثتهم، لكن سمعوا صوت بكاء طفل رضيع.

قال منير: مش عارف ليه الولد ده مش بيبطل بكا، وفين أمه، إزاى، تسيبه يبكى، بالشكل ده، إحنا في الدور الأرضى وسامعين، وهي الى جنبه مش سامعه.
ردت نوال قائله: في أطفال بتبقى كده، في بداية ولادتها ومع الوقت البكى، بيقل، وكمان غدير أم لاول مره ويمكن لسه مش عارفه تتعامل معاه متعرفش هو جعان، أو عاوز يغير أو ممغوص، مع الوقت هتعرف الى هو محتاجه.

رد علاء: أنا عندى بكره عمليه مع دكتور محمد، ولازم أبقى فايق، تصبحوا على خير.
تبسما منير ونوال وردا عليه، ثم قال منير: ، خلينا ندخل ننام، ربنا يهدي أبن وائل ويبطل بكاء.
بشقة وائل
بكاء الطفل المستمر جعل وائل يصحوا من النوم
مد يده جواره على جسد غدير، قائلا: غدير، إصحى، الولد بيعيط، قومى سكتيه.

نهضت غدير بتذمر قائله: حاضر هقوم أسكته، وأنت مالكش لازمه، كفايه عليا طول اليوم، رايحه جايه بيه، مش عارفه هو عاوز إيه، إذا كان عاوز يغير، أو يرضع، أنا مشوفتش قبل كده عيل مش بيبطل عياط، هقوم أحضرله ببيرونه، وأشوفه يمكن عاوز يغير.
تعجب وائل قائلا: هتحضرى له بيبرونه ليه، ما ترضعيه من صدرك.
ردت غدير وهي تضع يديها على صدرها قائله: اللبن الى في صدرى مش مكفيه، وأنا مش هنشف علشانه، أهو بساعد باللبن الصناعى.

ذهبت غدير من العرفه دون أن تتجه الى مهد الصغير، وتحمله، تركته يبكى.
نهض وائل وذهب الى مهد الصغير وحمله، وحاول إسكاته، لكن لم يصمت، لكن لاحظ، حجم رأس الطفل، الذي يكبر أسرع من باقى جسده.
مع حمل وائل للصغير، صمت وهدأ بكائه قليلا.

دخلت غدير ترج زجاجة اللبن، حين رأت وائل يحمل الصغير، أيقنت أنه هدأ قليلا بسبب حمل وائل، همست لنفسها قائله: وأنا الى فكرت الكتمه جاتلك، زفرت أنفاسها، وقالت، هاته، البيبرونه أهى جاهزه.
أعطى وائل الطفل لها، جلست غدير به على الفراش تحاول، إرضاعه لكن الصغير كان يرفض، وعاد يبكى مره أخرى، تعصبت غدير قائله له: عاوز أيه بتعيط ليه، الحفاضه ناشفه، ومش عاوز ترضع يبقى بتبكى ليه، ولا هو إزعاج وخلاص.

رد وائل قائلا: هاتيه يا غدير، وهاتى البيبرونه.
أعطته له غدير، تزيحه كأنها تزيح الهم عنها.
أخذ وائل الصغير، وحاول إرضاعه بالبيبرونه، الى أن قبل بها، وبدأ يرضع بنهم.
تعجب وائل قائلا: هو مرضعش من إمتى.
ردت غدير: مش فاكره، هو زى ما شوفت كده، بتحايل عليه ومش بيرضي يرضع.
تحدث وائل: غدير مش ملاحظه حاجه عالولد.
تعلثمت غدير قائله: أيه الحاجه دى؟

رد وائل: دماغه، من أول ولادته وانا ملاحظ، أنها بتكبر بسرعه أكتر من جسمه.
تعلثمت غدير بضيق قائله: أكيد متهيألك، عادى أنا مش ملاحظه كده ليه، وخلاص هاته أما أنيمه في سريره، هو رضع ونام.
تعجب وائل قائلا: أنا قولت أيه يعصبك كده، وبعدين، أنا بقول مفيهاش حاجه لو أخدناه لدكتور، يطمنا عليه، مش هنخسر حاجه.

ردت غدير بضيق قائله: ناسى أنه بعد الولاده، إتعمل له كشف شامل على كل أعضاء جسمه، والدكتور، قال إن صحته كويسه، وبعدين ده مكملش عشرين يوم، عادى الأطفال بتتغير في الفتره دى بسرعه، ودلوقتي خلينى أنام أنا حاسه إنى تعبانه شويه.
رد وائل: وإنتى كمان المفروض تروحى لدكتور، أعصابك تعبانه، من فتره قبل الولاده، ممكن يكون إكتئاب، الى بنسمع عنه بيصيب بعض الستات قبل وبعد الولاده.

نظرت له قائله بعجرفه: قصدك أيه إنى إتجننت، لأ طمن نفسك، انا بخير، وتصبح على خير.
تعجب وائل، غدير من قبل أن تلد وأصبحت عصبيه، بدرجه كبيره، لكن أرجح ذالك، الى ما قاله لها، أنه ربما إكتئاب، يستمر لفتره ثم ينتهى مع الوقت.

بالعوده الى غرفة سهر، توجهت الى شباك الغرفه، وتأكدت أنه مغلق، قالت لنفسها: ما أهو الشباك مقفول ومحكم، أمال ليه عمالين، يوصونى أقفله، الجو صحيح بدأ يبرد شويه بس مش البرد الشديد ولا فيه رياح قويه زى ما بيقولوا
فى ذالك الأثناء، سمعت صوت رساله على هاتفها.
تبسمت وهي تتجه تأخذ الهاتف من فوق تلك الطاوله، هي تعلم من يرسلها بهذا الوقت.

فتحت الرساله، تبسمت فالرساله، كانت تحتوى على تلك الأغنية التي غنتها، لعمار، يوم أن كانوا، بمزرعة الفيوم.
ظلت تستمع لها الى أن إنتهت، وجدت، رساله مرسله بحبك يا سهر، لياليا، مع إنى عارف إنك مش هتردى عليا، بس، تصبحى على خير، يا سهرى.

أغلقت الهاتف متنهده، ثم وضعته بمكانه، وتسطحت فوق الفراش تتنهد، تشعر، بسعاده، رغم ضيقها من أفعال عمار، فهو يضيق عليها الطريق، لعودته، لكنها تشعر، بسعاده من أفعاله، رغم أن بها بعد الأفعال الصبيانيه، لكن تغزو كيانها، بشده.
بعد مرور خمس أيام.
مساء دخلت سهر الى مكتب يوسف.

نهض يوسف مبتسما يرحب بها، قالت سهر: متشكره لذوقك، حضرتك إتصلت عليا النهارده وأنا كنت في الجامعه، ومقدرتش أكمل كلام معاك وقولتلى عاوزنى عندك في المكتب، خير؟
رد يوسف قائلا: مش تقعدى نشرب حاجه الأول، دى أول مره تدخلى بيتى، صحيح ده مكتبى، بس في قلب بيتى، صحيح مجتش ظروف تدخلى بيتى قبل كده، بس أنا بعرف أرحب كويس، بالضيوف، وإنتى مش ضيفه، إنتى عزيزه عندى، قيمتك من قيمة أهل البيت.

تبسمت سهر قائله: متشكره لذوقك، وأكيد يشرفنى دخول، بيتك، بس بصراحه العشاء خلاص قربت تأذن وماما منبه عليا متأخرش، فياريت تدخل في الموضوع الى طلبتنى علشانه.
تبسم يوسف قائلا: على فكره أسماء لما قولت لها أنك جايه، فرحت جدا وقالتلى أما توصلى أبقى أديها خبر.

تبسمت سهر قائله: فعلا أسماء وحشانى أحنا بنكلم بعض من وقت للتانى عالتليفون، بس مجتش فرصه إننا نتقابل قبل كده، ولما تقولى عالموضوع اللى عاوزنى فيه، أكيد هشوفها.
تبسم يوسف قائلا: طب الموضوع مش هينفع عالواقف كده، إتفضلي أقعدى، ونتكلم في الموضوع، الى طلبتك علشانه.
جلست سهر، تنحنح يوسف قائلا: الموضوع، الى كنت عاوزك فيه، يخص مزرعة الفيوم، بتاعة عمار.
تعجبت سهر قائله: وأيه دخلى بمزرعة الفيوم دى؟

رد يوسف: الأسبوع الجاى، هيبدأ، جنى شجر الرمان، ولازم تكونى موجوده بالمزرعه، وقت الجني.
بنفس التعجب وأكثر قالت سهر: طب وانا مالى، بجنى شجر الرمان، ولازمتى أيه أكون موجوده، بالمزرعه.
رد الذي دخل قائلا: لازم تكونى موجوده، بصفتك، شريكه، بنص المزرعه.
شعرت سهر برجفه بقلبها، وخشيت أن تقف فتقع، فضلت الجلوس عن الوقوف.
حاولت تمالك ذاتها وقالت: مش فاهمه، يعنى أيه شريكه بنص المزرعه دى.

نظر عمار، ل يوسف، ثم نظر ل سهر يتأمل ملامحها الذي إشتاق إليها قائلا: فهمها، يا يوسف.
رد يوسف قائلا: إنتى شريكه مع عمار في مزرعة الفيوم بالمناصفه بينكم.
ذهلت سهر قائله: مش فاهمه يعنى أيه شريكه بالمناصفه مع عمار!
تبسم يوسف وأخرج ذالك العقد ووجهه ناحية سهر، قائلا: إتفضلى إقرى العقد ده وهتفهمى.

مدت سهر يدها وأخذت العقد، وبدأت بقراءته فحواه، بيع عمار، لنصف المزرعه، لسهر، بعقد رسمى ومسجل بالسجلات الحكوميه، وعليه إمضاء سهر.
تعجبت سهر حين رأت إمضائها قائله: بس أنا مش فاكره إنى مضيت على العقد ده.
رد عمار، مش دى إمضتك وده خطك.
تعجبت سهر قائله: عادى ممكن تتزور.
تبسم يوسف قائلا: بس ده مش عقد مزور، ولا إمضتك مزوره، العقد ده كان من ضمن مخالصه الطلاق الى كانت بينك وبين عمار.

ردت سهر قائله: بس انا مكنتش اعرف، ليه مقولتليش؟
رد يوسف: أنا فكرتك قريتيه مع أوراق الطلاق التانيه.
خجلت سهر أن تقول أنها لم تقرأ أى ورقه، هي مضت، وقتها كانت تريد إنهاء تلك المرحله من حياتها، صمتت.
تحدث عمار: دلوقتي حضرتك لازم تسافرى للفيوم علشان تتابعى جني الرمان.
نظرت سهر لعمار قائله: وأنا مش بفهم في الزراعه، إنت مش معاك دبلومه، خلاص كفايه إنت.

نظر عمار، ل يوسف، نظره فهم مغزاها، فتنحنح قائلا: عندى تليفون مهم مع عميل، هطلع أكلمه بره هنا مفيش شبكه
أستأذن يوسف، وبدل أن يخرج خارج المكتب دخل الى داخل منزله من ذالك الباب الذي دخل من عمار قبل قليل.
تعجبت سهر قائله: ده مطلعش لبره، ده دخل لجوه.
ضحك عمار، ونهض من مكانه، وجلس على طاوله، أمام مقعد سهر، أصبح بينه وبين سهر فاصل خطوه واحده.

عادت سهر بظهرها للخلف على المقعد، وأرتبكت من إقترابه منها، حاولت التحدث أكثر من مره لكن فشلت، فصممت.
تبسم عمار، من إرتباكها، وقال: بصى بقى، يا سهرى.
أوقفته قائله: أسمى سهر لو سمحت.
تبسم عمار، يقول: تمام بصى بقى يا سهر حضرتك شريكه معايا في مزرعة الفيوم وإحنا في موسم جني الرمان، ولازم تكونى هناك واقفه مع العمال، تراعى نصيبك في المزرعه.

ردت سهر بتوتر من أقتراب عمار منها قائله: بس أنا مش بفهم في الزراعه، وكل الى أعرفه عن الرمان هو أكله وبس حتى مش بعرف أقشره ماما هي الى بتقشره، وأنا باكل عالجاهز.
تبسم عمار يقول: كنت متوقع بس ماليش فيه، ده نصيبك ولازم تكونى موجوده هناك، قال عمار هذا وقال بمعاكسه لسهر: حتى الرمان هناك طعمه أحلى من أى رمان أكلتيه في حياتك، ومتخافيش هقشره أنا ليكى.

توترت سهر، قائله: طيب، روح أنت هناك لوحدك، وباشر مع العمال، وأبقى هاتلى معاك صندوق، أنا عندى ثقه فيك، يا عمار.
أقترب عمار قليلا وضيق الخطوه بينه وبين سهر قائلا: طالما عندك ثقه فيا يبقى، ليه خايفه تجى معايا للمزرعه، تباشرى نصيبك بنفسك.
قرب عمار، ونبرة صوته، تربك سهر أكثر، بدأ يسيطر عليها.
عادت بظهرها، في المقعد ونظفت حلقها قائله: أنا عندى دراسه.

رد عمار: دول يومين، بالكتير تلاته مش هيأثروا عليكى، ولسه قدامك شوية وقت على إمتحانات نص السنه.
توترت سهر أكثر، عمار، يضيق عليها القرار، تنحنحت سهر، ثم عادت بالمقعد للخلف، ووقفت قائله: هقول لبابا، هو يجى معاك.
تبسم عمار يقول: لازم تكونى إنتى الى حاضره، مش خلاص عديتى السن القانونى للوصايه عليكى، وميمنعش يكون باباكى معاكى.
فكرت سهر قائله: تمام هقول لبابا، قولى الميعاد أمتى.

رد عمار: هنسافر، يوم الجمعه بعد العصر.
إستغبت سهر قائله: هتسافر أنت ومين؟
رد عمار: أنا وإنتى وباباكى، ولا تحبى نسافر لوحدنا.
ردت سهر قائله: لأ بابا هيكون معايا، همشى أنا بقى.
تبسم عمار يقول: هبقى أبعتلك رساله عالتليفون، بالوقت مظبوط، ياريت تبقى تردى عليها.
توجهت سهر قائله: إنشاءالله، همشى أنا بقى.
قالت سهر هذا، وتوجهت للباب، تحدث عمار بأمر قائلا: إستنى، يا سهر.
وقفت سهر، ونظرت إليه قائله: في أيه تانى؟

رد عمار بتلاعب: أيه مش هتسلمى على أسماء.
إرتبكت سهر قائله: أه، لأ، أه، لأ
لأ العشاء بتآذن وماما قايله لى متتأخريش مره تانيه أبقى سلملى عليها.
غادرت سهر مسرعه، ربما لو وقفت أمامه لدقيقه كانت طلبت منه الرجوع، لكن لم يحن الوقت بعد.
بينما زفر عمار أنفاسه، يتنهد بشوق لتلك الرقيقه، التي أضاعها، بتحكمه، وسوء ظنه، لكن لم يفت الوقت، ستعود، برضاها.
يوم الجمعه عقب صلاة العصر.

صعدت سهر بسيارة عمار، بالمقعد الخلفى، جلس لجوار عمار منير، سارت السياره بهم
كان منير وعمار، يتحذبان الحديث سويا، لم تشارك سهر بالحديث، معهم، بل إستسلمت لذالك النعاس، لم تشعر بالطريق، ولا بوصولهم، الأ حين، ربت منير على كتفها بحنان قائلا: سهر إصحى خلاص وصلنا للمزرعه.
تثائبت سهر تتمطئ بيديها، قائله: خلاص صحيت يا بابا.
تبسم لها بحنان وتجنب قليلا، لتنزل سهر من السياره.

نادى عمار على أحد الخدم، أخذ حقيبة ملابس، سهر ووالداها، وحقيبة عمار أيضا، ثم دخلوا الى البيت المرفق بالمزرعه.
تفاجئ عمار بأحمد الذى، آتى إليه مسرعا يحتضنه، قائلا: إتأخرت ليه يا عمار.
تبسم عمار قائلا: متأخرتش، فين منى، وخديجه.
رد أحمد: ماما ومنى في الجنينه.
نظر أحمد خلف عمار، ورأى سهر، تبسم بخذو، ثم ترك عمار وأقترب منها قائلا: أنا آسف.
تعجبت سهر قائله: بتتآسفلى على أيه!

رد أحمد: بتآسف لأنى غلطت، لما عاملتك بطريقه مش كويسه، أنا كنت مفكر أنك هتكرهى عمار، فيا أنا ومنى ومنى كمان عاوزه تتأسفلك بس مكسوفه.
تبسمت سهر، وهي تبعثر، لأحمد شعره قائله: هو في أخ صغير، بيعتذر لأخته، الكبيره، أنا مش زعلانه منك.
تبسم أحمد بفرحه قائلا: بجد مش زعلانه منى، هروح أقول لمنى تجى تسلم عليكى، هي كانت مكسوفه، منك.
تبسمت سهر قائله: طب ما تاخدنى أنا لمكان منى.

تبسم أحمد وشد سهر من يدها، تسير خلفه.
تبسم عمار، يلوم نفسه، سهر تمتلك قلب رقيق وهش.
تبسم منير قائلا: هتفضل طول عمرها جواها طفله، بتسامح بسرعه.
تبسم عمار، قائلا: طب ليه مش بتسامحنى، وتقصر الطريق بينا.
ضحك منير قائلا: مش عارف السبب، بصراحه، أنا لو مش عارف نوياك الطيبه وكمان عندى يقين بمشاعر، سهر ناحيتك، صدقنى عمرى ما كنت فكرت أساعدك، ربنا يسهل.

بحديقة المزرعه. ليلة خريفيه صافيه بارده بعض الشئ، فهذا المكان يمتلك طقس خاص، بهذا الوقت، نهارا، يميل للحراره وليلا يميل للبروده
بعد أن إنتهوا من العشاء، وبضيافتة اللواء ثابت، وأبنه وحفيده مازن.
جلس منير مع ثابت يتعرفان على بعضهم، وكذالك أحمد ومنى دخل مع مازن الى الداخل يشاركوا، بعض ألعاب الهاتف، عمار ويوسف جلسا معا يتحدثان،
تحدثت سهر قليلا مع خديجه، قم تحججت سهر بالارهاق وذهبت لتنام.

بينما سارت خديجه قليلا، بحديقة المزرعه.
جلست على أحد المقاعد، سمعت حسام يقول: الفيوم نورت يا خديجه.
نظرت له متعجبه لاول مره ينطق إسمها دون لقب مدام، شعرت براحه، كأن ندائه لها باسمها بدون ألقاب سابقه، كان يقيدها، نطقة لاسمها دون ألقاب أزال القيد.
تبسمت خديجه قائله: الفيوم منوره بأهلها، يا أستاذ حسام.

تحدث حسام قائلا: أنا لغيت اللقب وناديتك بأسمك، ليه إنتى كمان مش تلغى كلمة أستاذ دى وتقولى حسام بدون ألقاب، تسمحيلى أقعد.
خجلت خديجه، كالبكر قائله: إتفضل.
جلس حسام على نفس المقعد لكن بعيد قليلا عن مكان جلوس، خديجه، ظل الأثنان يتحدثان معا حول، أبنائهم، ومواضيع أخرى، الى أن زلف حسام قائلا: تعرفى أنا لما عرفت إن عمار طلقك فرحت جدا.
أستغربت خديجه قائله: ليه؟

رد حسام: لأن من حقك تعيشى حياتك مع زوج تكونى إنت بس الى على في حياته، مش تشاركك، فيه واحده تانيه، لسبب أنها تخلف له، حتى لو مش هتخلفى له مكنش لازم يظلمك الظلم ده، بس كويس الظلم إتحل عنك.
تعجبت خديجه قائله: عرفت منين إن عمار ظلمنى، مش يمكن انا الى ظلمته بأنانيتى؟
إندهش حسام.
تبسمت خديجه على دهشة حسام قائله: الوقت بدأ يتأخر، ومش صح قعدتنا دى مع بعض، عن إذنك، تصبح على خير.

ظل حسام مندهش من رد خديجه، لكن لا داعى لأضاعة وقت في التعجب والإندهاش، عليه إتخاذ قرار حاسم وتحمل نتائجه.
ليلا
فتحت سهرغرفة عمار المجاوره لغرفته، وأشعلت الضوء
نهض عمار نص نائم على الفراش قائلا: كنت عارف إنك هترجعيلى، يا سهر.
تبسمت سهر وهي تقترب من فراشه، بصمت، ثم صعدت على الفراش.
تبسم عمار، وأقترب منها أكثر، وضمها لحضنه، يدفس رأسه بعنقها، يقبله بشوق، قائلا: وحشتنى، يا سهر...

عادت سهر برأسها للخلف، ووضعت، سبابتها على شفاه بصمت.
قبل عمار، إصبعها، ثم جذبها يقبلها، بشغف، وشوق، وتمني، نزع ذالك المعطف من على جسدها، تجاوبت معه وتاهت بين قبولاته ولمساته، هو الآخر، فقد الإدراك لم يعد يشعر، بغيرها، بين يديه،
بعد وقت، نامت سهر على صدر عمار، تتنهد، تشعر بضربات قلبه،
لكن هنالك صوت يأتى من بعيد لكنه قريب، أنه نقر، على شباك الغرفه الزجاجى.

إستيقظت سهر، وجدت الغرفه قد ملئها ضوء الشمس الأتى من زجاج باب تلك الشرفه، يبدوا أنها لم تسدل السائر، بالأمس، مسكت هاتفها ونظرت للساعه، رغم سطوع الشمس لكن الوقت باكرا.
فكرت في ذالك الحلم الذي راوضها قبل قليل، وضعت يداها على شفاها، وتتذوق طعم شفاها، لما تشعر، كآن الحلم كان حقيقيا هي شعرت بقبولات ولمسات عمار لها.

نهرت نفسها وأستغفرت قائله: شكلك إتجننتى يا سهر، مش عارفه، وجود عمار جنبى ليه رابكنى قوى كده، يارب عدى اليومين دول على خير. ، نهضت من الفراش تنظر خارج الغرفه من خلف ذالك الزجاج، رأت تلك الزهور البريه بأرضيه الحديقه، فتحت الباب، وأستنشقت الهواء المحمل بعطر تلك الزهور، تبسمت، ثم، عادت لداخل الغرفه، أبدلت ملابسها، بفستان، صيفى، يحمل زهور حمراء، ونزلت من الغرفه، وذهبت الى تلك الحديقه، بين الزهور جلست أرضا.

بينما عمار في أول الليل جافى النوم عيناه، لكن خطفه لوقت قليل، إستيقظ يشعر براحه، رغم بعد سهر عن مخدعه، لكن الفاصل بينهم هو حائط فقط، كم أراد هدمه، والدخول لها، يهيم بها عشقا، خرج من أفكاره، على صوت ذالك العصفور الذي ينقر بزجاج الشرفه، نهض من على الفراش، وتوجه الى زجاج الشرفه، لفت نظره، تلك الزهره التي تجلس بين الزهور، تغمض عيناها، تستنشق الهواء، فكر عقله. هذه فرصته عليه أن يستغلها، بالفعل أرتدى ملابسه وغادر الغرفه سريعا، وذهب الى مكان جلوس سهر، لكن إنتهت الفرصه، والد سهر يقف أمامها يتحدث معها، وهي جالسه ترد عليه وتبتسم.

بعد قليل، بين أشجار الرمان، سار عمار ووالد سهر ومعه ذالك العامل بالمزرعه،.

كانت سهر تسير لجوارهم، لكن، توقفت تقطف ثمرة رمان، فسبقوها، وتاهوا عن عيناها، فوقفت أسفل أحدى الشجرات، وقطعت تلك الرمانه، وبدأت تتناول حباتها، بأستمتاع قائله: عمار كان عنده حق، الرمان ده طعمه حلو قوى، ومسكر، بس أنا كده توهت منهم عالعموم مش مهم الأرض فيها عمال، لو مشيت شويه هلاقيهم وأسألهم عن الطريق لبيت المزرعه، أرتاح شويه هنا، ظلت سهر واقفه، أسفل الشجره، تأكل حبات الرمان ببطئ وإستمتاع.

نظرت أمامها وجدت عمار يقترب منها قائلا:
أيه الى خلاكى، وقفتى هنا؟
ردت سهر، إنتم سبقتونى وأنا توهت منكم، وتعبت من المشى قولت أرتاح شويه، وبعدها أبقى أسأل حد من العمال هنا عن بيت المزرعه.
تبسم عمار قائلا: شايف في إيدك رمانه، مين قطفهالك.
ردت سهر قائله: أنا قطفتها لنفسى.
تبسم عمار يقول: بس خدى بالك شجر الرمان مش زى شجر التفاح، الرمان فيه بعض شوك، وبيجرح، بس أيه رايك في طعم الرمان هنا.

لاحظت سهر أقتراب عمار منها كثيرا، فردت بكذب: عادى، زى طعم الرمان، الى باكله في أى مكان، وبعدين أنا زهقت من الوقفه هنا، هكمل مشى في المزرعه.
تبسم عمار بتلاعب وهو يحاصر سهر، لتعود الى أسفل الشجره، وهو يقترب منها، قائلا: مش من شويه كنتى بتقولى رجلك وجعتك من المشى.
ردت سهر: فعلا قولت كده، بس خلاص إرتاحت شويه وهكمل مشى وأشوف بابا فين.

نظر عمار، نظره خاطفه، لتلك القبعه الخوصيه التي ترتديها سهر فوق حجابها، وقال بخيفه: سهر أوعى تتحركي من مكانك، في حاجه، واقفه على فرع الشجره، وفوق راسك مباشرة، لو أتحركتى ممكن تأذيكى.
إرتجفت سهر قائله: قصدك أيه الحاجه دى، تعبان صح!
هز عمار رأسه قائلا: بلاش تتحركى من مكانك، يا سهر لا تتأذى.
بنفس الوقت بالمنصوره.
أمام الجامعه
تعمد حازم، أن يمر من أمامها، وأدعى، عدم الانتباه لها، ووضع هاتفه على أذنه.

رأته مياده، التي كانت تسير مع إحدى صديقاتها، فتركتها، نادت قائله: ، حازم
سمعها حازم، في البدايه تجاهلها، يدعى عدم الانتباه لكى تناديه مره أخرى، وبالفعل نادت عليه، أكثر من مره حتى أنها، ركضت خلفه
توقف، وأدار، وجهه، لها، وقام بخلع نظارته، وتبسم لها
تحدثت مياده بنهجان قليل: بنادى عليك ليه مش بتوقف؟
رد حازم بخبث، وادعى عدم معرفته، بها: متأسف، صدقينى مخدتش بالى كنت بتكلم عالموبايل، بس حضرتك مين.

ردت مياده بتعجب، ومدت يدها للسلام: أنا مياده بنت عم سهر، سبق وعرفتنا على بعض من كام يوم لحقت تنسى.
إدعى حازم التذكر: آه متاسف، أفتكرتك، معليشى، توهتى عن بالى.
تبسمت مياده بدلال قائله: أنا قولت كده، بس أنت هنا في الجامعه ليه؟
رد حازم بكذب: كان صديق ليا هنا، وأتواعدنا نتقابل هنا، بس إعتذر.

تبسمت مياده قائله: وأنا كمان محاضراتى خلصت، وكنت هروح، بس الوقت لسه بدرى، أيه، رأيك، نروح الكافيتريا، الى على أول الشارع، بصراحه، سهر، كانت قالتلى، أنك شاطر، في رسم الخرايط، والدكتور، طالب مننا رسم مجموعة خرايط، وانا معدوم عندى موهبة الرسم، لو ممكن تساعدنى، زى ما كنت بتساعد سهر.

نظر حازم لها، ووضع نظارته الشمسيه مره أخرى، يخفى تلك النظره الخبيثه لها، فهى تسهل عليه، إنتقامه، أخيها، كان السبب في ضياع سهر منه، لتدفع أخته، الثمن، كما، دفعت سهر، الثمن سابقا.



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الاخير

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون

من شباك ذالك الشاليه القريب من البحر، رمى عمار عقب سيجارته وأشعل أخرى، رغم تلك السعاده الذي يشعر بها، سهر تبتسم وتمرح لكن، يشعر بالغيره وهو يرى، لهو سهر مع علاء بمياه البحر، لثوانى فكر، أن يذهب إليهما يختطف سهر، ويذهب معها بجوله في تلك المياه، ويترك العالم خلفه، لكن.

جاوب عقله، ربما لو أقتربت منها الآن صدتك، ربما لم يآن الآوان، زادت غيرة عمار وهو يرى سهرخرجت من المياه وملابسها المبتله تحد معالم جسدها، لكن هدأت الغيره قليلا حين لم يرى أحد قريب من الشاطئ، وتلك العباءه الفضفاضه التي إرتدتها فوق ملابسها لكن عادت الغيره مره أخرى وهو يراها تقفز على ظهر علاء، وعلاء يبتسم ويدور بها، لم يعد يتحكم بغيرته، سيذهب، وليكن ما يكن.

خرج من الشاليه، ونظر الى المكان التي كانت به سهر برفقة علاء لم يجدهما، هدأ قليلا، فربما هذا أفضل من أن يلكم علاء أمام سهر، ووقتها تكون ردة فعلها قويه تفسد الآمر بينهم أكثر.
بينما قبل دقائق.

كانت سهر وعلاء يلهوان بمياه البحر، سويا، بموده وطفوله بينهم، كانت أول من قامت برش المياه، سهر، ليقوم علاء بالرد عليها، ثم بدئا الاثنين يرشان المياه، على بعضهم، وكل منهم يحاول إغراق الآخر بأكبر كميه من المياه، ظلا هكذا لبعض الوقت، ثم شعرت سهر، بالتعب قائله: كفايه كده لعب في الميه خلاص، إنت كسبت ومعدتش هرشك بالميه.

تبسم علاء قائلا: قولتلك رش الميه عداوه، بس أقول أيه، يلا عفوت عنك، خلينا نطلع الدنيا ضلمه، لا قرش يطلع من الميه ياكلك، ولا قنديل البحر يلدعك.
ضربته، سهر بخفه على ظهره قائله، ناقصه أنا لدعة قنديل البحر كفايه ده مكان الرصاصه الى أخدتها بسببها بطنى لسه بتوجعنى ساعات، والقرش ملقاش غيرى يطلع ياكله، طب ها، شيلنى بقى، علشان القرش أما يطلع ياكلنا إحنا الأتنين.

قالت سهر هذا وقفزت على ظهر علاء، تلف يديها حول رقبته.
تبسم علاء قائلا: بت يا سهر أنتى بقيتى خفيفه كده ليه، معاكى الفلوس دى كلها ومستخسره تغذى نفسك، أنا لما شيلتك وأنتى مضروبه بالرصاص، كنتى أتقل من كده، لازم في دار، زايد كانوا بيغذوكى حلو.

شدت سهر شعر علاء بغيظ قائله: قصدك كرهونى في الاكل انا كنت خلاص كرهت الأكل، كانت السفره زى، مفاوضات السلام، بتنتهى بكارثه، وبالذات وجود الغوريلا وبنتها غدير كنت بحس أنهم، بيبصولوا في اللقمه وبيقولولى، بالسم مطرح ما يسرى يهرى، يلا ربنا ريحنى منهم الأتنين عقبال ما الدنيا كلها ترتاح منهم.

ضحك علاء يقول: تعرفى أن مرات عمك هويام، كتير بحس إنها مبقتش تحب غدير، بسبب الواد وائل سمعت إنه هيبنى له شقه فوق المعرض الى بيجهزه، وهيتنقل فيها، ودى صدمه لمرات عمك، بس لو هياخدها معاه ممكن ترق ل غدير.
ردت سهر: ياريت وائل ياخد هويام والسلعوه مياده، إنما يسيب عمك يرتاح منهم، والله تبقى تيتا آمنه كانت بتدعى له بالخير، وأرجع من هنا ملقهومش في البيت، يا سلام، ده يبقى يوم المنى.

ضحك علاء يقول: لأ إطمنى هترجعى تلاقيهم في البيت ده لسه فكره مش أكتر، يلا إنزلى، إلبسى العبايه دى، وخلينا نرجع من تانى، لبيت خالتك.
جروب روايات الماسيات سعادمحمدسلامه
باليوم التالى بالبحر الاحمر
مساء
بكافتيريا أحد المولات.

جلست سهر بأنهاك قائله: من قبل العصر بنلف، بين المولات، نشترى هديه ومفيش شئ عجبانى، يا علاء، كفايه كده، خلينا نرجع من تانى البيت خلاص، رجليا إتنفخوا، دا لو مش المولات فيها تكييف كنت إتخنقت، خلينا نرجع، مش عاوزه منك هديه خلاص.

نظر علاء لساعة يده، ثم لها قائلا: عجزتى يا سهر خلاص، بس طالما مش عجبك حاجه، خلينا نرجع، وخدى حق هدية عيد ميلادك ناشف زى ما كنتى بتقوليلى قبل كده، مش عاوزه منك هديه هات حقها ناشف، وأجيب اللى انا عاوزاه.
تبسمت سهر قائله: ده لما كنت فقيره وكحيانه، لكن خلاص أنا عديت لي ل الفقر، بس لما أرجع البلد من تانى هقولك، على هديه انا عاوزه أجيبها.
رد علاء، بأستفسار: وأيه الهديه دى، بقى، قوليلى وأنا أجيبهالك.

ردت سهر: لأ لما أرجع البلد هقولك ودلوقتي خلاص الدنيا ضلمت ورجليا خلاص، الشوز نفخ صوابعى.
تبسم علاء قائلا: تمام هستنى أعرف الهديه الى عاوزاه لما نرجع البلد ودلوقتي خلينا نرجع لبيت خالتك.
بعد قليل
رن علاء جرس منزل خالته
فتحت لهم الباب قائله: مش قولت بعد كده وأنتم طالعين إبقوا خدوا معاكم مفتاح، عالعموم، يلا إدخلوا.
دخل علاء خلف خالته ثم دخلت سهر خلفه، لكن فجأه إنقطعت الكهرباء وعادت سريعا.

نظرت سهر للزينه أمامها بأنبساط، وسمعت من يقولون
كل سنه وانتى طيبه يا سهر.
تبسمت بفرحه قائله: ماما، بابا، جيتوا أمتى لهنا.
رد منير الذي إتجه يحتضن سهر قائلا: إحنا جينا هنا من إمبارح مع علاء.
تعجبت سهر قائله: طب وكنتوا فين من إمبارح وإزاى علاء مقاليش.

ضمت نوال سهر قائله: كنا هنا في أوتيل، وكنا عاملنها ليكى مفاجأة علشان كده علاء مقالش ليكى، وبعدين هنقضيها كلام، ومين الى هيطفى الشمع، ولا هتكسلى تقولى هف زى كل سنه وتسيبى الشمع والع.
تبسمت يسريه التي إقتربت من سهر وضمتها قائله: أنا هطفى الشمع بس يلا الجو حر والتورته هتسيح، شرين خلاص ولعت الشمع.

تبسمت لها سهر، وتوجهت الى تلك المائده الصغيره، ووقفت بالمنتصف بين، والدايها، تبتسم لكن شعرت بغصه كبيره في قلبها حزنا على جدتها آمنه، هي كانت تقف معهم أثناء الأحتفال، للحظه، تدمعت عيناها حزنا، لكن إبتلعت، ريقها وأخفت تلك الدمعه، وأرادت الأستمتاع، بوقتها مع عائلتها.

إطفئ علاء نور الغرفه، بدؤوا يرددوا أغانى أعياد الميلاد، الى أن قالت يسريه: كفايه الشمعه خلاص قربت تنطفى، يلا يا سهر إطفى الشموع، وإتمنى أمنيه سعيد تحقق.
تبسمت سهر، لكن قبل أن تنحنى لتطفئ الشموع، سمعت صوت يهمس بأذنها قائلا: إتمنى إننا نرجع لبعض من تانى، يا سهر لياليا.

أغمضت سهر عيناها، ثم فتحتها وإنحنت، تطفئ الشموع، تأخر علاء لثوانى، ثم أشعل ضوء المكان، لفت سهر وجهها تنظر خلفها، لم تجد عمار، إحتار عقلها يسأل، كيف، أختفى هي سمعت صوته في أذنيها، لاحظ علاء حيرة سهر، وقال، بدورى على أيه يا سهر، يلا قطعى التورته، ولا ماما الى تقطعها، بدل ما تبوظيها.

للحظه كانت سهر ستزلف، وتقول أين عمار، هي سمعت صوته، بأذنيها، لكن خشيت أن يفتضح أمرها أنها مازالت تفكر بعمار، فردت: خلى ماما تقطعها، زى كل سنه.
تبسمت لها نوال قائله: واضح، إنك مش هتتعلمى تعتمدى على نفسك، ماشى هقطعها أنا.
تبسمت سهر، ردت نوال لها البسمه وهي تتذكر.
فلاش باك
دخلت نوال بلهفه الى المشفى التي دلها عليها عمار، وتوجهت الى الغرفه الموجود بها سهر، فتحت الباب سريعا.

لتسمع عمار، يطلق سهر، ثم غادر الغرفة، سريعا، نزلت دموع سهر، توجهت لها نوال سريعا، قائله بحنو: سهر، ليه بتعيطى، مش أنتى الى أصريتى عالطلاق.
دمعت سهر
جففت نوال دموع سهر، وقالت لها: طب طالما بتحبيه ليه طلبتى الطلاق وأصريتى عليه كمان، أنا سمعت عمار، مكنش عاوز يطلقك.
ردت سهر بدموع وآلم قائله: ماما أنا تعبانه، ومش قادره الوجع بيزيد عليا.

تنبهت نوال قائله: أكيد مسكن الألم بدأ، ينتهى أو إنتهى، هتصل على الأستقبال، يجيبوا ليكى ممرضه بمسكن، بس فين علاء.
ردت سهر بآلم: معرفش هو خرج من شويه، إتصلى عالأستقبال يبعتوا ممرضه بمسكن خلاص مبقتش متحمله الآلم.
قامت نوال بطلب ممرضه من الاستقبال.
بعد قليل، شعرت سهر براحه.
قالت نوال لها: الآلم، إختفى ولا لسه، وفين علاء ده كله؟

ردت سهر: الحمد لله الألم بقى بسيط، ودلوقتي علاء يرجع، عاوزاه ليه عاوزه تعرفى أيه الى حصلى المره دى، وخلانى أطلب الطلاق من عمار، ويوافق يطلقني بالسهوله دى، أنا أحكيلك.
ردت نوال: لأ يا سهر مش عاوزه أعرف أى سبب، أنا عاوزه أعرف ليه متصلش عليا، من بدرى، وعرفنى.
ردت سهر: يعنى حضرتك مش زعلانه إنى أطلقت من عمار.
ردت نوال: أبقى كدابه لو قولت مش زعلانه، بس ده إختيارك يا سهر.

ردت سهر: بس جوازى من عمار مكنش إختيارى.
جلست نوال جوار، سهر على الفراش ومسكت يدها قائله: كان غلطه منى في وقت غضب، سامحينى، يا سهر، أنا قولتها لك قبل كده، الى يهمنى إنتى وبس، بس خوفى وغضبى عموا عنيا وقتها.
تعجبت سهر قائله: يعنى أيه، يعنى دلوقتى مش عاوزه عمار يعيد تربيتى.
نهضت نوال، وجلست جوار سهر وضمتها لحضنها قائله: لأ أنا عاجبنى، تربيتى ليكى، بحب غباوتك، ووحشتنى، يا ملاكى.

وضعت سهر يدها على صدر نوال قائله: وأنا كمان بحبك يا ماما، بس كنت زعلانه منك، كان نفسى تاخدينى في حضنك وتقوليلى يا ملاكى.
تدمعت عين نوال، متحسره، كيف لها يوما، ضغطت على سهر، بزواجها، كيف سمحت لغضبها أن يجعلها تقسوا عليها، لكن لم يفوت الآوان، ستحتوى ذالك الآلم التي بنبرة صوت سهر، مع الوقت سهر ستعود لطبيعتها، رغم حزنها أن سهر تطلقت، لكن الأهم أنها إطمئنت أنها شبه بخير.

تبسم علاء الذي دخل قائلا: أيه ده، سهر وماما حاضنين بعض، لأ، فين موبايلى كنت صورت اللحظه دى، اللحظه دى كان لازم تتخلد في التاريخ.
تبسمن له الأثنتين.
بعد مرورعدة أيام
خرجت سهر من المشفى، لكن لم تعود، لمنزل عطوه، أصرت على الذهاب لمنزل جدتها يسريه، كانت تجلس نوال، برفقتها طوال الوقت.
رن جرس المنزل، فتحت نوال الباب، تغابن وجهها حين رأت هيام، ومعها مياده.

تحدثت هيام قائله: إنتى عارفه إنى مش بطيق ريحة المستشفيات، وإستنيت سهر تطلع من المستشفى، بس لما طلعت جت على هنا، أيه هتسيبنا عالباب كده، مش هتقولى إتفصلوا.
رد نوال برغم عدم إرادتها دخولهن: لأ إزاى أتفضلوا.
دخلن هيام ومياده
تحدثت مياده قائله: هي فين سهر؟
أشارت نوال لهن، بالغرفه الموجوده بها سهر،
دخلن الى الغرفه، كانت سهر نائمه على الفراش، رغم ضيقها منهن، لكن حاولت الجلوس.

قالت نوال: خليكى نايمه، يا سهر، جرحك لسه ملتئمش مياده ومرات عمك مش غرب.
ردت هيام: ألف سلامه ليكى، أيه الى حصل، واللى سمعناه ده صحيح؟
ردت نوال قبل سهر: الله يسلمك بس أيه الى سمعتوه؟
ردت مياده: بيقولوا عمار، طلق، سهر.
صمتت سهر.
نظرت نوال، ل وجه سهر الذي سئم، وردت عنها: أيوا صحيح، عمار وسهر إطلقوا.
ردت هيام بتمثيل: ها ليه، أيه الى حصل؟
ردت نوال: قدر ربنا كده.

ردت مياده: والطلاق تم بالسرعه دى، ليه، و عمار طلق...
ردت نوال بحسم: قولت النصيب كده، وأنتم جاين تزروا مريض ولازم الزياره تكون خفيفه، والدكتور، قال بلاش إجهاد ل سهر، لسه جرحها جديد ولازم ترتاح، وأنا إديتها العلاج من شويا، ولازم نسيبها تنام ترتاح خلونا نطلع نقعد في الصالون.

شعرن مياده وهيام، بالحرج، فقالت هيام: عندك حق زيارة المريض لازم تكون خفيفه، إحنا إطمنا على سهر، بس كان لازم ترجع لبيت باباها طالما إتطلقت، مش تجى على هنا بيت جدتها.
ردت نوال قائله: هنا زى بيت باباها، المهم مكان ترتاح فيه وتتحسن صحتها، بعيد عن نوعية غدير مرات إبنك.
ردت هيام قائله: عندك حق، طب تصدقى بالله، أنا طلبت من وائل، وقولت له زى عمار ما طلق، بنت عمك، طلقلهم، بنتهم، غدير مش أحسن من بنت عمك.

ردت سهر قائله: والجنين الى في بطنها، أنا خارج الموضوع، مالوش لازمه خلاص انا كده إرتاحت، يمكن عمار يكون، له نصيب مع واحده تانيه من عيلة عطوه.
قالت سهر هذا ونظرت بإتجاه مياده وأكملت: تكون بتفهم في الخبث والملاوعه.
شعرت مياده بالخذو من نظرات سهر وظلت صامته، بينما ردت هيام: لا تانيه ولا تالته، ياريت كل عيلة زايد تطلع من حياتنا كان يوم أسود، يوم ما فاتوا عليها، بس أقول أيه على رأى نوال النصيب.

تحدثت نوال قائله: قولت خلينا نطلع نقعد بره ونسيب سهر ترتاح.
خرجن هيام ومياده، تبسمت نوال بحنان، ل سهر وهي تخرج خلفهن، تبسمت لها سهر أيضا.
باليوم التالى
دخلت نوال الى غرفة سهر قائله: يوسف بره وعايز، يطمن عليكى الطرحه أهى خلينى ألفهالك على رأسك.
لفت نوال الطرحه على رأس سهر، شعرت برعشة يدها وهي تمسك الطرحه، جوار يدها، شعرت بأسى في قلبها، سهر تحب عمار
عمار الذي إختفى منذ أن طلقها بالمشفى.

بينما سهر، شعرت برجفه في قلبها، لا تعرف سببها أو ربما بسبب شعورها، بنهاية حكايتها مع عمار.
دخل يوسف للغرفه حاول رسم بسمه قائلا: إزيك يا سهر، حمدلله عالسلامه.
ردت سهر: الحمد لله الله يسلمك.
تحدث الثلاث لدقائق، ثم قال يوسف مستئذنا من نوال: أستاذة نوال ممكن تسيبنى مع سهر لخمس دقايق على إنفراد.
نظرت نوال، لسهر التي أماءت برأسها لنوال بموافقه، إمتثلت نوال وخرجت خارج الغرفه، وتركت الباب مفتوح عليهم.

تنحنح يوسف قائلا: بصراحه، أنا عمرى ما توقعت أنى أتحط في موقف زى ده، بالذات معاكى، إنتى وعمار، أنا معرفش أيه الى حصل بينكم وصل الأمور لكده، أنا عمار، أتصل عليا، وطلب منى مخالصه وديه، بينك وبينه، وهو هيعطيكى كل حقوقك الشرعيه اللى في ذمته ليكى.
غصت سهر، وشعرت بدوران الكون، إحتبست دمعتها وقالت: أنا قولت له أنى متنازله عن كافة حقوقى و...

قاطعها يوسف قائلا: أنا عملت الى هو طلبه منى، والمخالصه أهى، كل الى مطلوب منك أنك تمضى عليها، زى عمار ما مضى، قبلك.
تعجبت سهر قائله: عمار مضى على المخالصه!
رد يوسف: أيوا أنا عملت المخالصه وسيبتها مع طنط حكمت، وهو مضى عليها وبعتها ليا المكتب.
ترددت سهر قائله: تمام هات الملف و قولى أمضى فين؟
أعطى يوسف لسهر الملف، وأشار، لها على مكان إمضائها، الى أن إنتهت، ثم أعطت الملف مره أخرى ل يوسف بصمت.

أخرج يوسف من الملف، شيك بنكى قائلا: الشيك ده بكل مستحقاتك.
أخذت سهر الشيك بيد مرتعشه، لاحظ يوسف رعشة يد سهر فتبسم مستأذنا للمغادره.
دخلا نوال ومنير الذي أتى عقب خروج يوسف الى الغرفه.
دون شعور من سهر أدمعت عيناها.
جلس منير، لجوارها، وقام بضمها لحضنه، يمسد على ظهرها، بصمت، بينما تبكى سهر، جلست نوال على الفراش ومسدت هي الأخرى على ظهر سهر، القابعه بحضن والداها.

مساء بنفس اليوم
ببرج سكنى فخم بالمنصوره
دخل يوسف الى تلك الشقه، وأشعل ضوء الغرفه متحدثا وهو يسعل: أيه الدخان ده، إزاى قادر تفضل في المدخنه دى، قوم أطلع معايا من الاوضة دى نقعد نتكلم شويه.
رد عمار وهو ينفث دخان السيجاره: نتكلم في أيه أنا ماليش نفس للكلام، وعاوز أبقى لوحدى، عرفت منين مكانى، وإزاى عرفت تدخل للشقه.

تبسم يوسف يقول: أنا حافظك أكتر من نفسك، وناسى إن معايا مفتاح الشقه دى سبق وإستقبلت اللواء ثابت وعيلته فيها قبل كده.
يلا قوم تعالى خلينا نتكلم في موضوع يخصك.
أطفئ عمار السيجاره بالمطفأه ونهض مع يوسف
جلس الأثنان بغرفة الصالون.
تحدث يوسف: أنا كنت عند سهر النهارده.
سأل عمار: وهي بقت كويسه؟

رد يوسف: هي بقت صحيا كويسه لكن نفسيا مش كويسه، زيك كده، بس بتكابر هي كمان، عالعموم أنا أخدت توقيعها على المخالصه الوديه بينكم وإديتها الشيك الى بعته مع الملف الى كنت سيبته مع الحاجه حكمت.
رد عمار بأسى: وسهر مضت عالملف بسهوله كده، طبعا ما صدقت تخلص منى يحق لها.
رد يوسف: سهر مضت عالمخالصه وإيدها بتترعش.
عالعموم إنت ليه سيبت بيت زايد وقاعد هنا لوحدك.

رد عمار: أنا هفضل هنا مش راجع بيت زايد مش طايق البيت ولا الى فيه، أنا بتصل أطمن على ماما وبابا، دول الى يهمونى غير كده مبقاش حد تانى منهم يهمنى، وبالذات عمى، اللى كان في لحظه هيموت سهر، تعرف سهر لو كانت بلغت أنه هو الى ضربها بالرصاص، مكنتش هأثر عليها، أنا زهقت من عصبيته وكل ما يتعصب يطلع السلاح، وعملت زى ما قولتلك عالتليفون.

رد يوسف: أنا بلغت عمك سليمان، بنيتك فصل أملاكك إنت وولاد خديجه و عمى مهدى كمان، وهو مش موافق.
تبسم عمار ساخرا: هو مش موافق بس هتلاقى فريال موافقه، دى كان نفسها في كده من زمان، ياخد أملاكه، وهو حر فيها، يوزعها على بناته، معدش يهمنى خلى سحر فريال ينفعها ويكبر لها أملاكه.

ضحك يوسف قائلا: هتعمل أيه المره دى وهتسحر لمين، سهر الى كانت بتسحر لها خلاص، هي في دماغها إنها نجحت، متعرفش إنه سحرها فاسد، وإن سهر عندى إحساس كبير هترجع تانى، بس هي محتاجه شوية وقت، بس كويس الشغاله اللى في البيت شافتها وهي نازله كذا مره من شقتك إنت وسهر، وكمان شقة خديجه، والله حماتى دى مش عارف إزاى كده، مش عارفه إن أعمال السحر والشعوذه كفر بالله، لو مش مراقبتك لتحركاتها مكناش عرفنا الى بتعمله، ومرواحها للدجاله، لو واحده غيرها كانت إتعظت بقدرة الله، لما الميه الى رشتها وبعدها هي وقعت إتكسرت، بس تقول أيه، حتى الحجابين الى وقعوا تحت إيدينا وخدناهم للشيخ الى قرى قرآن في البيت قبل كده، وفسد سحرهم.

رد عمار: مرات عمى من يوم ما وعيت عالدنيا، وبحس إنها بتكرهنى، بدون سبب ناسى إنها إتسببت في سجنى قبل كده، يلا أهو إتحقق هدفها إنى أختفى من قدامها أنا وسهر كمان، زمانها مبسوطه إننا إطلقنا وغدير كمان أكيد مبسوطه.
رد يوسف: وإنت ناوى على أيه مع سهر، هتسيبها بالساهل كده، مش هتحاول ترجعها من تانى.

تنهد عمار يقول: صعب، صعب جدا، تفتكر إنى محاولتش أخليها تشيل فكرة الطلاق، بس هي أصرت عليه، مش عارف بداية طريق أمشى فيه يوصلنى لها.
تبسم يوسف يقول: طب واللى يعطيك بداية طريق تمشى فيه، وتبدأ من جديد مع سهر.
نظر له عمار ساخرا يقول: وأيه هو الطريق ده، أروح أستعطف سهر، لو هترضى مستعد أروح لها.
تبسم يوسف يقول: لأ مش هتستعطفها، بس لما تكونوا شركاء، أكيد هيكون في بينكم حلقة وصل.
تعجب عمار يقول: قصدك!

أماء يوسف له مبتسما.
تبسم عمار هو الآخر قائلا: وهي سهر وافقت بسهوله كده!
ضحك يوسف قائلا: مش بقولك إيدها كانت بترتعش وهي بتمضى، سهر متعرفش هي مضت على أيه بين أوراق المخالصه، وأنكم بقيتوا، شركاء مناصفه، ها هتعمل أيه دلوقتي.
رد عمار: هتشوف، سهر هترجع لى تانى، بس المره دى بإرادتها.
تبسم يوسف يقول: يااارب.
ظلت سهر بالبلده لمدة يومين، الى أن تحسنت قليلا، ثم سافرت الى البحر الأحمر
عوده.

عادت نوال من تذكرها لما حدث، وتبسمت وهي تقترب من سهر تضع يدها على كتفها، تبسمت لها سهر، وعقلها وعينيها شاردين هي سمعت همس عمار، لكن أين هو ليس موجود، هو بخيالها فقط، لكن هي سمعت صوت عمار بأذنيها، لما لا تسأل أحدا من من حولها، وتتأكد، لكن خشيت أن يكون ما سمعته ليس سوى خيال، أو ربما هكذا هي تمنت.

بعد سهره طويله كان يسودها المرح، قامت نوال بجمع الهدايا التي قدمت لسهر، بأحد الأكياس قائله: الهدايا بتاعتك أهى، أنا خلاص عاوزه أنام كفايه سهر لحد كده، بشكرك يا شيرين إنتى وجوزك على مساعدتى للتحضير للحفله دى.
تبسمت شيرين وهي تنظر الى سهر قائله: سهر زى أختى الصغيره، وإنبسطت جدا وأنا بجهز معاكى للحفله وكمان من السهره دى من زمان متجمعناش كده.
حضنت شيرين سهر وقبلت وجنتها.

تبسمت سهر قائله: بقى مكسوفه تقولى زى بنتى خايفه تكبرى نفسك قدام عمو، دا الى بينى وبين أبنك الكبير هما تلات سنين، ماشى لما أقولك، يا شيرى متزعليش بقى، وتقوليلى بطلى إستقلال بيا أنا خالتك مش عيله بتلعب معاكى في الحضانه.
تبسمت شيرين قائله: قولى الى عاوزاه بس عاوزه أشوف البسمه الى على وشك دى ومتفارقش وشك من تانى، وحشتنى بسمتك.

وضعت نوال، بعض الهدايا على فراش سهر قائله: كل سنه وأنتي طيبه ياريت الهدايا اللى جاتلك تعجبك، هسيبك بقى لوحدك تشوفيها، تصبح على خير، وعقبال ميت سنه.
قالت نوال هذا وقبلت وجنتي، سهر وغادرت الغرفه وأغلقت خلفها الباب.

جلست سهر على الفراش تتنهد براحه، لكن مازال عقلها يسأل، هي سمعت صوت عمار، نظرت نحو الهدايا الموضوعه على الفراش، وتبسمت، جذبتها وبدأت تفتحها لتعرف ما موجود بها، لكن كان هناك علبه مخمليه صغيره حمراء اللون، لفتت نظرها، جذبتها وقامت بفتحها.

أخرجت ذالك السلسال من الذهب الأبيض موصول بنجمه تعطى ضى الألماس، كان هناك ورقه صغيره مثنيه أسفل السلسال بالعلبه، أخذت الورقه وقرأت ما هو مكتوب فيها، قائله: كل سنه وأنت طيبه، يا نجمه صاحبت سهر لياليا.

وضعت سهر الورقه، بالعلبه ونظرت مره أخرى للسلسال تشعر بسعاده غامره، لم تكن تتخيل عمار كان هنا، وهمس لها، لكن أين إختفى، وضعت السلسال بعنقها، ونهضت من على الفراش وفتحت، باب الشرفه، وخرجت تنظر لنجوم السماء الساطعه، تمسك بيدها ذالك السلسال، تتنهد وتغمض بأنتشاء من رائحة اليود بالجو، ثم تركت يدها من على السلسال، ليلمع ضى النجمه الماسيه.

كان عمار يراقب سهر، تحققت أمنيته تمنى أن تخرج الى شرفة غرفتها، ها هي تقف ويراها، لكن هي لا تراه لكن الأهم أنها أمام عيناه، رأى ضى ذالك السلسال، هي إرتدته
تبسم، بأمل، فالطريق، ليس بعيد للعوده.
جروبروايات الماسيات سعادمحمدسلامه
شارف الصيف الحارق أن ينتهى، هنالك رياح خريفيه تبشر بنسمات مهدئه للحراره، رياح خريفيه توقع أوراق الشجر الذابله، تكشف عن أوراق جديده ونمو فروع مكان الأوراق المتساقطه.

مساء، بالبلده
بمنزل عطوه
خرجت سهر من المنزل تسير وحدها، الى أن وصلت الى تلك السياره التي كانت تنتظرها، وصعدت بها، لكن رأها عمار صدفه، تحير عقله الى أين تذهب سهر الآن، وبهذاء الرداء الأزرق الراقى، لم يفكر تتبع السياره، التي توقفت أمام أحد قاعات الافراح، بالمنصوره، ترجلت سهر من السياره، ودخلت الى تلك القاعه،.

ترجل عمار هو الأخر يسوقه الفضول، الى أن دخل الى القاعه التي دخلتها سهر، وقف على الباب، ينظر لها، وجدها تتوجه الى مكان جلوس العروس، وقامت بحضنها، ثم أمائت براسها للعريس، وتحدثت بأختصار إليه، ثم تحدثت مع العروس لدقائق، وذهبت الى طاوله وسلمت على من يجلسون عليها، وجلست جوارهم، لبعض الوقت الى أن آتى ذالك السخيف عرفه سريعا، فهو ضربه سابقا، كم أراد أن يدخل ويقوم بضربه، وخلع عيناه اللتان ينظر بهم ل سهر،.

بينما سهر حين دخلت، توجهت الى مكان جلوس العروس، تبسمت لها صفيه قائله: كنت هزعل لو مجتيش بس أيه الفستان الأزرق ده، طبعا، لبساه خايفه من الحسد.
تبسمت سهر قائله: بطلى هزار، وألف مبروك وربنايسعدك، أنتى والعريس، الى نفضتى جيوبه.

ضحكت صفيه قائله: نفضت جيوبه بس، جيوبه وقلبه وعقله، خلاص كلهم بقوا ملكى، بس كويس إنك رجعتى من البحر الأحمر على فرحى، لينا قاعده مع بعض أعرف تفاصيل الأخبار الى وصلتنى، ولو مش بالصدفه وأنا رايحه أدعى طنط نوال، مكنتش عرفت، وزعلت جدا، بس خير، لسه قدامك الدنيا، وإنتى لسه صغيره.

تبسمت سهر بغصه قائله: داء الطفاسه فيكى، ركزى مع الى نفضتى جيوبه وقلبه وعقله، يلا هنزل أبارك لطنط، وأقعد شويه، ماما قالتلى متأخرش.
تبسمت صفيه قائله: مجتش معاكى ليه.
ردت سهر: حظك، المخفيه غدير مرات الغبى وائل، راحت المستشفى وشكلها هتولد وطنط هويام قالت لماما تعالى معايا، يلا ربنا يسهلها.

أمائت سهر برأسها للعريس وهنئته، ثم توجهت الى طاوله، وقامت بتهنئه من يجلسون عليها، طلبت والدة صفيه منها الجلوس لجوارها، جلست سهر ترسم بسمه، لكن تبدلت بسمتها حين جلس حازم لجوارها قائلا: إزيك يا سهر، أخبارك إيه، من بعد الامتحانات متكلمناش مع بعض، بصراحه كنت هتصل عليكى أهنيكى بالنجاح، بس مرضتش لجوزك يعمل مشاكل.
صمتت سهر ولم ترد.

عاود حازم الحديث قائلا: ليه جوزك مجاش معاكى، ولا عمار زايد مقامه عالى بالنسبه لقاعه بسيطه زى دى.
إدعت سهر عدم سماعه بسبب الصوت العالى، بالقاعه.
نهضت سهر قائله: لازم أمشى عن إذنك يا حازم، هسلم على طنط، وبعدها همشى مش لازم أتأخر.
سارت سهر بالقاعه، ونظرات حازم تصحبها، لكن قبل أن تخرج منها نهض حازم سريعا، يلحقها، وليته ما لحقها، ليرى ما يحرق قلبه.

خرجت سهر من القاعه، كادت أن تتعثر في ذيل فستانها، لكن إنتبهت سريعا، ومالت على الحائط، ورفعت الذيل قليلا، ثم نظرت أمامها تفاجئت بمن يقف قريبا منها.
إدعت الامبالاه وسارت مره أخرى، لكن مسك عمار يدها، وذهب الى خارج المكان، وفتح لها باب السياره، قائلا: إركبى.

وقفت سهر بعناد تقول: هركب معاك العربيه بصفتك أيه وإزاى تمسك إيدى وتجرنى وراك بالشكل ده، أنا سكتت بس علشان مش عاوزه فضايح، خلاص علاقتنا إنتهت، عن إذنك.
قبل أن تسير سهر، جذب عمار يدها قائلا: بقول أركبى العربيه بالذوق أفضلك، بدل ما تركبيها بالغصب أركبى ووفرى الفضايح.
نفضت سهر يد عمار، لكن هو مازال مطبق يده حول ساعدها.

نظرت سهر حولها، وجدت بعض الماره، ينظرون لهم، إستحت قائله: ماشى هركب معاك بس علشان مش عاوزه فضايح، بس هركب في الكرسى الورانى مش هركب جنبك.
فتحت سهر الباب الخلفى للسياره وصعدت، ثم أغلقت الباب خلفها بقوه
بينما تبسم عمار، وذهب الى عجلة القياده، واغلقةمسوجر السياره، وبدأ يقود السياره.
كان ينظر الى تلك المرآه الجانبيه، التي تعكس جلوس سهر، بالسياره.
ظلت سهر صامته تنظر خارج زجاج السياره.

تنحنح عمار قائلا: حمدلله على سلامتك أخيرا رجعتى للبلد.
لم ترد سهر عليه.
تبسم عمار يقول بخبث: حلوه قوى السلسله الى على صدرك دى، مش كان عندك حساسيه من الدهب.
وضعت سهر يدها على السلسه وأخفتها بين ملابسها ولم ترد أيضا.
تبسم عمار قائلا: مش بتردى عليا ليه، البحر الأحمر كال لسانك.
نظرت له سهر دون، رد.
تبسم عمار وأوقف السياره فجأه، وعاد بنظره الى سهر.
تحدثت سهر قائله: وقفت العربيه ليه.

رد عمار: طب لسانك لسه موجود أهو مش بتردى عليا ليه.؟
ردت سهر بغيظ: أنا حره وانا مش عاوزه أرد ومن فضلك سوق العربيه، عاوزه أرجع للبيت ماما مأكده عليا متأخرش.
تبسم عمار يقول: لو عاوزانى أرجع أسوق العربيه تعالى إقعدى هنا قدام جانبى، قاعدتك مكانك كده خيلانى ومش عارف أركز في الطريق.
تعصبت سهر قائله: كده طب حاضر، أفتح مسوجر العربيه الى قفلته لما ركبت العربيه.

فتح عمار مسوجر السياره، ظنا منه أن سهر، ستأتى لتجلس لجواره.
لكن سهر خدعته، حين نزلت من السياره، أشارت لأحد التاكسيات، الذي توقف لها، ركبته سريعا قائله: إطلع بسرعه يا أسطى.

نفذ السائق لها ما قالت وسار بالتاكسى، بينما إنصدم عمار، غير مستوعب فعلة سهر، لكن تبسم، وسار خلف التاكسى، الى أن نزلت، سهر منه أمام منزل والداها، أشار لها بيده، وقام بألقاء قبله لها في الهواء، تجاهلته سهر ودخلت الى المنزل وأغلقت البوابه في وجهه.
رغم غصة قلب عمار، لكن تنهد مبتسما، كانت مياده تقف هناك بالأعلى ورأت عمار، وهو يشاور لسهر، وأغتاظت.

بينما دخلت سهر الى الشقه، وضعت يدها على صدرها، تهدأ قلبها، تشعر انها كانت تركض لأميال، لحسن الحظ الشقه خاليه، توجهت الى غرفتها، وألقت حقيبتها، ثم ألقت بجسدها على الفراش تتنهد تشعر، بسعاده، هي لم ترى عمار منذ أن طلقها بالمشفى، أخرجت ذالك السلسال من بين ملابسها، تتنهد بسعاده لكن، فكرت قليلا، ماالذى أتى بعمار الى تلك القاعه؟
جاوب عقلها: ربما كان هناك بالصدفه، فالمكان به عدة قاعات وبعض الكافيهات.

أغمضت عيناها تتنهد بسعاده، لكن أخرجها من ذالك الشعور، صوت، رنين جرس الشقه.
نهضت سهر وذهبت لفتح الباب.
وجدت أمامها مياده ترسم بسمه، وحضنت سهر قائله: وحشتينى أخيرا، رجعتى من البحر الأحمر، أنا فكرتك مش هتجى من هناك غير على إمتحانات نص السنه.
ردت سهر قائله ببرود: لأ أنا جايه علشان الدراسه خلاص فاضل عليها أيام، بس ليه مروحتيش المستشفى مع طنط هيام، غدير مرات اخوكى الغالى.

ردت مياده، بسخريه: أخويا الغالى، لأ أنا وغدير معاملتنا مع بعض سلام من بعيد، بس كنت عاوزه أقوله، إنتى أكيد عرفتى إن جواب التنسيق بتاعى، جالى، كلية تربيه المنصوره قسم جغرافيا، يعنى زيك بالظبط، وطبعا، إنتى تعرفى الكليه اكتر منى، أيه رايك نروح سوا أول يوم، أهو تساعدينى وتعرفينى الاماكن.

ردت سهر قائله: آه عاوزنى أبقى المرشد السياحى بتاعك في الجامعه، تمام، ودلوقتي عن إذنك جايه من البحر الأحمر مريحتش وروحت لفرح واحده زميلتى، تصبحى على خير.
قالت سهر هذا وأغلقت الباب في وجه مياده، التي إغتاظت قائله: الفلوس الى أخدتيها من عمار قوتك، لأ والغبى كمان لسه بيجرى وراكى.
جروب روايات الماسيات سعادمحمدسلامه.
بعد مرور اسبوع.

نزلت مياده بسرعه على سلم المنزل، قائله: كويس لحقتك يا سهر مش كنت قايله ليكى، نروح الجامعه اول يوم سوا مع بعض.
ردت سهر بضيق: نسيت، عالعموم انا رايحه الجامعه، خلينا نروح سوا.
بعد قليل.
دخلن سهر ومياده الى الجامعه، قالت سهر: هناك كده هتلاقى شئون الطلبه، روحى إدفعى المصاريف و قدمى بيانتك لهم علشان يطلعوا ليكى كارنيه الجامعه.
ردت مياده: طب ما تجى معايا.

ردت سهر: لأ أنا هروح اقابل زميله ليا، وبعدها هبقى أروح لشئون الطلبه ادفع المصاريف، واعمل كارنيه جديد ليا، يلا سلام، أشوفك بعدين.
تركتها سهر وأبتعدت عنها.
بعد قليل، رأت مياده سهر تقف بالحديقه المصاحبه للجامعه ومعها شاب.
توجهت الى المكان.
وقالت: سهر انا دفعت المصاريف قدمت بياناتى وقالولى الكارنيه هيطلع بعد بكره، وسألت عن المحاضرات قالوا الجدول لسه منزلش، وتقريبا كده هروح.

ردت سهر قائله: طب كويس انا كمان جدول المحاضرات منزلش، وخلصت الى كنت جايه علشانه، خلينا نروح.
نظرت سهر لذالك الشاب الذي كان يقف مع سهر بأعجاب، فهو أنيق، ويبدوا عليه الثراء، ثم قالت: طب مش تعرفينى على زميلك.
ردت سهر قائله: ده مش زميلى، ده إتخرج خلاص، بس إحتمال السنه الجايه يبقى معيد عليكى، وأعرفك، حازم صديق
مياده بنت عمى، وكمان طالبه هنا في سنه أولى.

رسم حازم بسمه خفيفه، لكن لا يعرف أن تلك البسمه، أترسمت بقلب مياده.
فى المساء
هنالك حفل لمناسبتين
المناسبه الاولى هو إفتتاح، معرض غدير الادوات الكهربائيه.
والمناسبه الأخرى عقيقه لذالك الملاك الصغير الذي آتى للحياه
كان الأحتفال أمام منزل عطوه بخيمه كبيره، كان من ضمن المدعوين عمار، والذي أتى خصيصا من اجل من تسهر لياليه، شعر بسأم لم يعد يقدر على الانتظار، سيدخل ويراها الآن.

بالفعل تسرب دون ملاحظة أحد، ودخل الى المنزل وقام بالرن على شقة والد سهر أكثر من مره، بأستعجال.

سمعت سهر جرس الباب للمره الثانيه، قبل أن تفتح الباب، قالت: طيب، خلاص هفتح أهو.
فتحت سهر الباب، وتفاجئت، وقبل أن تتحدث
دفعها للداخل، وأغلق خلفه الباب، يثبتها على حائط جوار الباب، يلتهم شفاها، بقبولات متشوقه، ليترك شفاها مرغما، ليتنفسا.

وقبل أن تسترد سهر، تمالكها، جذبها من يدها، ودخل الى غرفتها، وأغلق بابها، وعاود إلتهام شفاها، ليس هذا فقط، بل سقط الأثنان على الفراش، ليبقى فوقها ظل يقبلها، لكن تمالكت سهر جأشها، ودفعته بيديها قائله: عمار، إبعد عنى، الى بتعمله ده، حرام، إحنا مطلقين.
مسك عمار يديها قائلا: تحلى لى يا سهر، لأخر، يوم عدتك، الى فاضل فيها يومين، بكلمه منك نرجع، من تانى، قوليها يا سهر.

قال هذا، وعاود التلهف، بالقبولات، لكن قطع الشوق، صوت يأتى من خارج الغرفه ينادى، قائلا: سهر.
تركت سهر يدي عمار، ثم دفعته عنها بيديها تنهت قائله بهمس: عمار، قوم من فوقى، بابا بينادى، عليا، ولو مردتيش عليه ممكن يجى لهنا في الاوضه ويشوفك معايا.
رفع عمار، رأسه من عنق سهر، ينهت، ينظر، لعيناها، بشوق، قائلا بهمس أيضا: خليه يجى، ويشوفنا، سهر، أنا بحبك، خلينا نرجع من تانى.

إبتلعت سهر، ريقها تنهت قائله: لو بابا دخل وشافك هنا، إنسى أنى أفكر نرجع من تانى.
نهض عمار من عليها، وقال: قصدك أيه؟
نهضت سهر من على الفراش هي الاخرى قائله: قصدى، أن مش لازم بابا يشوفك هنا، من أصله، وأتفضل أطلع من الشباك ده.
نظر عمار، الى ما أشارت له سهر، قائلا بتعجب: عاوزانى أنط من الشباك عالشارع، علشان باباكى، ميشوفنيش معاكى، لأ، أنسى، يا سهر، أنا هطلع، وأقوله أنك موافقه أننا نرجع.

عاندت سهر قائله: وقتها هقول لبابا، أنك أتهجمت عليا، و إنى مش موافقه، أرجعلك، ومفيش حد هيجبرنى تانى، أنى أتجوزك.
نظر عمار لعيني، سهر، رأى فيهم التحدى.
فقال: بس، أنا داخل من الباب.
تبسمت سهر قائله بعناد: بس هتطلع من الشباك، وده آخر، كلام عندى.
نظر لها عمار بأستجداء قائلا: سهر بلاش عنادك، أنا هطلع أقول، لعمى منير، إنك وافقتى إننا نرجع تانى.

جلست سهر على مقعد بالغرفه، ووضعت ساق فوق أخرى قائله: وأنا هقول محصلش، وإنك كداب، ودخلت من شباك أوضتى وكنت لسه هصرخ، كتمت صوتى، مفيش قدامك غير الشباك تنط منه ومتخافش الشباك ده عالشارع الورانى، وهو ضيق، يعنى مش هتلاقى حد ماشى فيه.
نظر عمار لتصميم سهر وقال: ماشى يا سهر، هطلع من الشباك، بس قبل ما أطلع لازم.

صمت عمار، وجذب سهر من يدها لتقف متفاجئه، وقبل أن تتحدث كان يقبلها عاشقا، شغوف، شعرت سهر بأستحواذ عمار عليها لو بقى لدقائق، قد تطلب منه هي العوده، لكن لأ
أبعدته بيديها، وقالت، بابا بينادى عليا، يلا إطلع من الشباك.

نظر لها عمار، ثم شد ذالك المقعد ووضعه أسفل الشباك، وقام بالخروج من الشباك، لكن قبل ان يخرج نظر لها و قال لها: أنا عارف تفكيرك يا سهر، أنتى مش هترجعى لى قبل نهاية عدتك، بس بوعدك إنتى الى هتطلبى منى إننا نرجع لبعض من تانى.



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون

رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والعشرون



رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن والعشرون

رغم ألمها المبرح، تكاد لا تستطيع التكلم لكن تحاملت على نفسها وعادت كلمتها، طلقني يا عمار، إبعد عنى أنا بكرهك، وبكره كل عيلة زايد كفايه كده، وصلنا للنهايه، ...
رد عمار: سهر إنتى مش وعيك، بلاش أرجوكى تتكلمى، كل شئ هيتصلح، أنا مش مصدق كدب غدير،.

فى ذالك الأثناء دخل علاء الى المنزل ورأى تجمع الجميع، إنخض بشده، حين رأى سهر تجلس على مقعد تضع يديها على بطنها تنزف، وعمار، جوارها، يحاول حملها لكن هي ترفض وتتشبث، بالمقعد بقوتها الواهنه، يبدوا أنها كانت تنتظر مجيئه
نظرت له كأنها تعلم أنه سيعود من أجلها قائله بتهدج: علاء
بلهفه أقترب علاء منها وإنحنى يقول: سيبها يا عمار.

تركت سهر يديها المتشبثه بمسندي المقعد، وغابت عن الوعى، حملها علاء سريعا، سبقه عمار الذي ينزف قلبه بآلم ساحق، لكن كل ما يريده الآن هو أن تفتح سهر عيناها مره أخرى
فتح عمار باب السياره ل علاء وضع سهر ودخل لجوارها، وتوجه عمار للمقود بسرعة البرق كانت تسير السياره، تحدث علاء قائلا: قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص، لازم يتعاقب على جريمته.
رد عمار: متخافش هيتعاقب، بس الى المهم دلوقتي هي سهر، بس أيه الى رجعك؟

رد علاء: نسيت تليفونى وكنت جاى أخده، بس قولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار: سوء تفاهم هحكيلك عنه بعدين بس سهر.
نظر علاء لمكان نزف سهر قائلا: واضح جدا إن الرصاصه مخترقتش الأمعاء، وأكيد سهر أغمى عليها من النزف، سرع العربيه، وناولنى شنطة الأسعافات الى معاك في العربيه، هحاول أوقف النزيف.
بمنزل زايد.

وضعت حكمت يديها على موضع قلبها، تشعر بآلم بدأ يشتد، لاحظت خديجه تغير لون وجهها، فقالت: حاجه حكمت أطلبلك الدكتور، وشك أصفر كده ليه سهر هتبقى كويسه، إدعى لها، وقومى معايا ادخلك أوضتك ترتاحى.

نظرت حكمت بأتجاه غدير التي تجلس جوار فريال الأثنان يبدوا على وجوههن الشمت، يتمنيان عدم عودة سهر، فريال تعتقد أن سحر المشعوذه أتى بثماره، سهر طلبت الطلاق أمام الجميع وقالت أنها تكره الجميع ليتها تفارق الحياه وتكسر قلب عمار، وغدير هي الأخرى، عمار يوما رفضها ها هي من إختارها وأعلن حبه لها تعلن كرهها له، ليتها لا تعود للمنزل مره أخرى.

بينما عاليه تجلس بحضن أسماء اللتان تبكيان، كيف لأختهن أن تفتعل تلك الكذبه الوضيعه، حتى إن لم تكن كذبه، وكانت صادقه، كانت واجهتها، بالخفاء بينهم ونصحتها، أو حتى صمتت وتركتها تخطئ كما فعلت هي سابقا، غدير التي هربت بصحبة وائل كى تجبر والداها على الموافقه بزواجها منه، تفتعل الفضيله الكاذبه اليوم،.

دخل يوسف عليهن الغرفه، قائلا: خير يا جماعه في أيه الى حصل ماما قالتلى، أنا بكلم أسماء أقولها على شوية طلبات تجبها معاها وهي جايه، ردت عليا وهي بتعيط، ولما سالتها مفهمتش منها حاجه، وكانت هاتيجى بس أنا قولتها خليكى وانا هروح أشوف في أيه.
لم ترد إحداهن، فعاد قوله: قولولى في أيه فين عمار،
ردت حكمت: تعالى يا يوسف خد بأيدى وديني أوضتى.
ذهب يوسف لمكان حكمت وأمسك يدها وسار لجوارها قائلا: أيه الى حصل؟

ردت حكمت عليه: كله بسبب غدير وعمايلها السوده مش عارفه كان فين عقلى في يوم لما طلبت من عمار أنه يتجوزها، لكن الحمد لله ربنا لطف بعد النصيب بينهم.
رد يوسف: مش فاهم قصدك، أيه الى حصل وفين عمار، وكمان سهر مش باينه، وفين عمى مهدى هو وعمى سليمان.

ردت حكمت: سليمان! سليمان خلاص مبقاس فيه عقل، بسبب فريال وغدير أم قلب أسود، عمك مهدى في المكتب مع سليمان، الى طول الوقت من أقل كلمه يطلع السلاح ويهدد بيه، بس المره دى مهددتش بس لأ كمان ضرب سهر بالرصاص.
ذهل يوسف قائلا: وجرالها أيه؟
ردت حكمت: الرصاصه جت في بطنها وعمار وعلاء خدوها للمستشفى من شويه، أتصل على عمار، وشوف أيه الى جرى لسهر، أنا وخديجه بنطلبه مش بيرد.

ساعد يوسف حكمت الى أن جلست على الفراش، وقام بترك يدها وأخرج هاتفه يطلب عمار، لكن رنين لا رد لأكثر من مره، أغلق يوسف الهاتف قائلا: بيرن ومبيردش برضوا، يمكن نسى الموبايل في العربيه، هروح أشوف عم مهدى، واسيبك ترتاحى.
ردت حكمت: ومنين الراحه هاتجى، سهر من يوم ما دخلت البيت ده وفريال مضهداها، وكملت غدير الليله، خلتها تطلب من عمار الطلاق قدمنا كلنا.
تعجب يوسف يقول: بتقولى أيه!

سردت له حكمت ما حدث وأكملت قائله: يحق لها أنا نفسى كنت في الأول بشد عليها وبقول عيله و دلوعه، بس والله دى مفيش أطيب من قلبها وبتنسى الآسيه، من يوم مرضت كانت تحت رجلى وهي الى كانت بتحافظ على مواعيد علاجى، حتى لو بعيد كانت تتصل عليا تفكرنى، بس كنت ساعات بتغاظ منها لما تقولى إنت زى تيتا آمنه.

رغم قلق يوسف لكن بسمه شقت شفتيه، وقال: إنشاء الله سهر هترجع مع عمار، يمكن قالت كده هلوسه منها، و أطمنى الخبر الرضى مش بيستنى وبيوصل لصاحبه، إرتاحى إنتى، وأنا هروح أشوف عمى مهدى.
ردت حكمت: لو عمار رد عليك، أبقى طمنى انا مش هنام، هقوم أتوضى، وأقرى شوية قرآن وأدعى لسهر، بالشفا والهدايه.
تبسم يوسف: وإدعيلى كمان، يلا تصبحى على خير.

خرج يوسف وذهب الى غرفة المكتب، ذهل وهو يرى سليمان جالسا يهذى يبدوا كمن عقله زهد
بينما مهدى، يجلس هو الأخر، لكن يبدو عليه بوضوح الوجوم، تحدث مهدى، بلهفه: كويس إنك جيت يا يوسف، قولى عمار رد عليك وقالك هو في أى مستشفى.
رد يوسف: لأ مردش عليا، يمكن نسى تليفونه في العربيه.
نظر مهدى ل سليمان قائلا: كم مره قولتلك بطل كل ما تتعصب، تشهر سلاحك، بس أقول أيه، قدر، ربنا يلطف.

تحدث يوسف بتهدئه: خلاص يا عمى، مالوش لازمه ده قدر، إدعى ل سهر، وكمان ربنا يستر والمستشفى متبلغش الشرطه، وقتها منعرفش سهر ممكن تقول أيه؟
رد سليمان بهذيان: كله من غدير طول عمرها غلاويه وارثه الغل من فريال، أنا لازم أخلص عليهم الأتنين وأريح الدنيا من شرهم.
هب سليمان واقفا يقول: فين سلاحى، يا مهدى هاته خلينى أخلص عليهم.

نظر له يوسف قائلا: إهدى يا عمى، أحنا مش ناقصين مصايب، هطلع الجنينه أطلب عمار، يمكن يرد عليا، وهقول لواحده من الشغالين تعملك لمون يهديك شويه.
نظر سليمان ل مهدى نظرة آسف.
بينما خرج يوسف الى حديقة المنزل وأعاد الأتصال على عمار، لكن لا رد أيضا.

زفر يوسف أنفاسه وهو يرفع، رأسه يتأمل نجوم السماء الصافيه، لم يشعر بمن آتت خلفه الى عندما وضعت يدها على كتفه، إستدار لها، ورسم بسمه، بينما هي ضمت نفسها له، رفع يوسف يده وأحتواها تحت كتفه، وقبل جبهتها.

تنهدت أسماء قائله: غدير أختى طلعت غلاويه قوى، مش عارفه أيه سبب الحقد الى في قلبها ل سهر، وكمان إزاى، تقول كده على عاليه، عاليه دى أختها وعمرنا لا أنا ولا عاليه زعلناها بحاجه، حتى كنا عارفين بقصتها هي وائل وساكتين رغم أنى حذرتها، بس هي مترجعتش عن الى في دماغها غير لما أتجوزته، طب ليه بتعمل كده دلوقتي بدل ما تحمد ربنا إنها إتجوزت الشخص الى حبته بسبب عمار.

قبل يوسف جبين أسماء قائلا: في نوعيه كده هدفها في الحياه تنكد على غيرها، وقلبها الأسود في يوم هيدفعها التمن، وعاليه فين دلوقتي؟
ردت أسماء: عاليه حاسه إنها مصدومه، سواء من بابا او من غدير، وكمان خوفها على سهر، مش مبطله بكا إديتها حباية منوم تفصل عقلها شويه ليجرى لعقلها حاجه.

تبسم يوسف قائلا: كويس أهو ترتاح شويه على ما تصحى، يكون جانا خبر من ناحية سهر، أنا كمان أمرت واحده من الشغالين تعمل لمون وتحط فيه منوم وتوديه لعمى سليمان هو كمان محتاج يهدى ونومه أفضل، ليرتكب جنايه تانى، ويقتل غدير وحماتى.
قال يوسف هذا ونظر لأسماء بتأمل قائلا: أسماء أنتى متأكده إنك إنت وعاليه ولاد فريال وسليمان، ليكونوا لاقوا جنب الجامع، وقالوا يكسبوا في تربيتكم ثواب.

ضحكت أسماء قائله: بتهزر، في المصيبه الى أحنا فيها،
تبسم يوسف يقول: المثل بيقول، شر البلية ما يضحك، وانا حاسس أن حالة سهر مش خطيره، بس الخطير، فعلا لو أصرت عالطلاق، هيبقى بالنسبه لعمار كارثه في ذالك الاثناء شعرت أسماء بغثيان، فوضعت يدها على فمها، ثم تركت يوسف ودخلت الى المنزل مسرعه.
تعجب يوسف، لكن فكر، ليست اول مره تشعر غدير بنفس الشئ، أيكون تفسير هذا، هو.

هل أسماء حامل!، للحظه خشي أن تكون حامل وتجهض بعد مده، وتبدأ معناتها مره أخرى.
بأحد مشافى المنصوره الخاصه.

كانا عمار وعلاء يقفان بالممر أمام غرفة العمليات، كان علاء لحد ما هادئ، لكن كانت النيران والقلق يشتعلان بعمار، رغم أن تأكيد علاء، بأن حالة سهر ليست خطيره، لكن مازال القلق يستعر به، أغمض عمار عينه، ليأتى لخياله، صورة سهر وهي ترفض مساعدته لها، طلبها للطلاق، وقولها أنها تكرهه، الأفكار عاصفه، تكاد تقتلع ليس عقله فقط، بل قلبه المسحوب الذي لا يشعر به، كانه توقف عن النبض، سهر ظلمت بكذبه، لم تنتظر أن تسمع دفاع عمار عنها، غباء عمه ربما كان سيضيعها، لولا أن خفف الله القدر، فكر عقله، ماذا لو كانت الطلقه أصابت قلب سهر وفقدها.

عاد كلمة. فقدها، هل بالفعل فقدها، لاااا، مستحيل، سينفذ كل ما تطلبه سهر، سيأخذها بعيدا عن منزل زايد، يشترى منزل آخر، ويبقى فيه معها وحدهما فقط، سيبتعد عن ذكريات هذا
المنزل.
فى ذالك الأثناء فتح باب غرفة العمليات، خرج الطبيب يرسم بسمه أقترب عمار منه سريعا، كذالك علاء.

تبسم الطبيب لهم قائلا: الحمد لله، التعامل المبدئى مع الطلقه، ومحاولة وقف النزيف، سهلوا علينا العمليه، والمريضه هتخرج لاوضه عاديه بس مش هتفوق غير عالصبح، والفضل في سهولة العمليه طبعا علاء الى إتعامل بحرفيه مع الأصابه، بس أنا مضطر ابلغ أمن المستشفى وهو يتصرف، حتى لو كانت الأصابه مش خطيره فهى في الآخر، بسبب رصاصه.

ردعمار قائلا: اللى يهمنى سلامة سهر، وإن كان عالرصاصه فأنا عارف مين الى ضربها وعقابه أللى هيكون على إيدى أقوى، بس لو حضرتك عاوز تبلغ معنديش مانع، بس ممكن تستنى لما سهر تفوق وهي اللى تقرر، وصدقنى قرارها وقتها مش همانع فيه.
نظر الطبيب لعمار، ثم ل علاء الذي أماء رأسه بموافقة لقرار عمار.

تنهد الطبيب قائلا: تمام هستنى لحد المدام ما تفوق، وهي صاحبة القرار، وده بس علشان خاطر علاء، لأنه متدرب معانا هنا بالمستشفى وعندى ثقه بيه.
رد علاء: متشكر يا دكتور، وإطمن أنا بمجرد سهر ما تفوق وتقرر هعرفك.
تبسم الطبيب قائلا: تمام أنا عندى ثقه فيك ومره تانيه الحمد لله على سلامة المدام.
غادر الطبيب وترك عمار وعلاء اللذان وقفا أثناء خروج سهر من غرفة العمليات.
بعد دقائق.

جلس علاء وعمار بالغرفه الموجود بها سهر، تحدث علاء قائلا: أظن الدكتور طمنا على حالة سهر، ياريت بقى تقولى مين الى ضرب سهر بالرصاص.
رد عمار قائلا: قولتلك سوء فهم.
رد علاء: ما أنا عارف أنه سوء فهم، بس معرفتش من مين.
شاور عقل عمار الأ يخبر علاء، لكن بالنهايه إمتثل لألحاح علاء، وسرد له ما حدث، عدا طلب سهر الطلاق أمام العائله.
تعصب علاء قائلا: وطبعا إنت زى عادتك صدقت الكذبه ولومت سهر.

لم يتعجب عمار، فربما سهر فضفضت لأخيها، سابقا.

عاود علاء الحديث: تعرف إن مفيش مره سهر إتشكتلى منك رغم إنى حاسس إنها محتاجه تفضفض، أنا سمعتك يا عمار ليلة إجهاض سهر وإنت بتتكلم مع يوسف، وعرفت إنك خدت سهر بالغصب، عارف أيه الى سكتنى، الندم الى حسيته في صوتك لما كنت بتحكى ليوسف، انا مكنش قصدى أتصنت على حديثكم، كان بالصدفه، وكمان عرفت بالصدفه من صفيه زميلة سهر إنك منعتها من المرواح للجامعه، بسبب غيرتك من حازم، بس سهر مفهمتهاش غيره، فهمتها أنها تحكم وسوء ظن منك، عمار أنا سهر بالنسبه ليا مش أختى الصغيره، لأ دى صديقتى وأختى واوقات بحسها زى بنتى، وملاحظ من يوم ما رجعت من أسوان، سهر لما بقعد معاها بتحاول تتهرب من إجابات على أسئلتى لها، وبالذات عنك.

تعجب عمار، وشعر بالندم، أنه لم يخبر سهر مبكرا عن علاقته بخديجه خشية أن تزلف بلسانها، وتخبر أحدا بطريقه غير ملائمه، هنالك عواصف برأسه وأقوى منها بقلبه، ينتظر أن تفيق سهر بشوق ولهفه، وهناك إحساس آخر خائف بعد أن تفيق تطلب الرحيل.
فى الصباح الباكر.

إستيقظت نوال بعد نوم متقطع، يشوبه بعض الهلاوس، نهضت من الفراش، وذهبت الى غرفة علاء لم تجده أيقنت أنه لم يعد من المشفى، ربما إنشغل بالمشفى، ذهبت وتوضات ثم أدت فرضها، وذهبت للمطبخ تعد الفطور
بعد وقت خرجت من الشقه وأثناء خروجها من باب الشقه تصادمت مع غدير،
ألقت نوال عليها الصباح.
ردت غدير: صباح النور، يا طنط، سهر إزيها طمنينى عليها بقت بخير.
إنخضت نوال قائله: ليه هي سهر مالها.

ردت غدير: هو علاء مقالش لحضرتك ولا أيه، ده خدها للمستشفى هو وعمار، أمبارح بالليل، ومنعرفش في أى مستشفى وكنت جايه أسأل حضرتك.
فتحت نوال حقيبة يدها، وقامت بطلب علاء، رنين دون رد، أغلقت الرنين، وطلبت عمار.
رد عمار عليها
قالت نوال برجفه: سهر!
رد عمار: سهر بخير وأحنا في المستشفى أنا وعلاء معاها إطمنى وهي مفيش قدامها وقت وتفوق.
قالت نوال بسؤال: مالها أيه الى حصلها، طب قولى أنتم في مستشفى أيه.

أخبرها عمار بأسم المشفى مطمئنا يقول: سهر أهى بتفوق، أطمنى حضرتك.
ردت نوال: مسافة الطريق.
أغلقت نوال الهاتف، وقامت بأتصال آخر، ل منير، الذي يبدوا أن هاتفه بمكان ليس به شبكة هاتف، أغلقت الهاتف، ووضعته في حقيبتها، وكانت ستغادر.
لكن اوقفتها غدير قائله: خير يا طنط، إزى سهر.

لا تعرف نوال لما لا تشعر بالراحه ولا الألفه مع غدير، منذ بداية دخولها لمنزل عطوه. فقالت لها: زى ما سمعتى عمار قال إنها كويسه وقربت تفوق، عن إذنك.
غادرت نوال، رغم أنها سمعت سؤال غدير عن إسم المشفى الموجوده به سهر، لكن تجاهلت الرد عليها.

همست غذير قائله: شكلك وليه حربايه، وبنتك بسبع أرواح مش عارفه ليه الرصاصه مجتش في نص راسها، كنا خلصنا، روحى شوفى حصلها أيه، وياترى هتطلب الطلاق تانى ولا هترجع مع سى عمار ويضحك عليها بكلمتين، لأ ويقول سهر حبيبتى.
بالمشفى
لاحظ علاء علامات الإفاقه على سهر، تبسم قائلا: سهر بدأت تفوق.
نهض عمار من مقعده ووقف جوار الفراش، يلاحظ بربشة عين سهر، وحركة رأسها.
رغم أن لديه شعور سئ، لكن يتمنى أن تفتح عيناها.

بعد دقائق، فاقت سهر كليا، تبسمت لعلاء الممسك بيدها
تبسم علاء قائلا: حمدلله على سلامتك يا سكرتى.
تبسمت له، رغم شعور الآلم البسيط، لكن زالت بسمتها حين سمعت صوت عمار يقول: حمدلله على سلامتك يا سهر.
أغمضت سهر عينيها ثم فتحتهما قائله: سيبنى لوحدى مع عمار دقايق يا علاء.
إمتثل علاء ل سهر وخرج من الغرفه.
تبسم عمار رغم عنه وجلس لجوار سهر على الفراش وأمسك بيدها، وإنحنى يقبلها قائلا: حمد...

لم يكمل عمار قوله، حين قاطعته سهر قائله: أنا فاكره إنى قبل ما أغيب عن الوعى طلبت منك الطلاق.
رد عمار قائلا: مالوش لازمه الكلام ده يا سهر كان سوء فهم، وخلاص إنتهى.
ردت سهر: لأ منتهاش يا عمار، أنا لسه عند طلبى، وهقولهالك مره تانيه، طلقنى، وكفايه لحد كده، أنا مبقتش قادره أستحمل الى بيحصل، وسوء ظنك، وأخيرا سوء فهم، الرصاصه الى أخدتها كانت بالنسبه ليا رصاصة الرحمه، لنهاية مشوارنا مع بعض.

قبل عمار يد سهر مره أخرى قائلا: سهر أنا آسف ومستعد أعمل أى شئ عاوزاه، حتى لو قولتيلى، نسيب بيت زايد وننفصل ببيت خاص بينا لوحدنا بعيد عنهم.

سخرت سهر قائله: بيت لوحدنا بعيد عنهم، عمار أنا مش مشكلتى مع الى في البيت، عادى كان سهل أتحملهم، زى ما تحملت شدة طنط حكمت في بداية جوازنا، لحد هي ما لانت من نفسها، عمار أنا مشكلتى معاك من البدايه، وأنت عارف السبب، طول الوقت أوامر وتحكمات بدون مناقشه، غير سوء الظن، متأكده إنك للحظات صدقت كذب غدير، وأنى الى بسهل العلاقه بين علاء وعاليه، العلاقه الى مش موجوده بالشكل القذر ده غير في خيال غدير، واضح إن غدير كانت ريداك، بس وائل الشخصيه الى تحبها، وتعرف تسيطر، لانه مالوش شخصيه، شورة مره.

فى الأول أمه وبعدين مراته.
شعرت سهر ببوادر ألم يزداد، يبدوا أن المسكن بدأ مفعوله ينتهى، أو ربما روحها هي من تتآلم.
إنخض عمار حين همست سهر بألم قائلا: سهر بلاش كلام كتير، علشان صحتك.
شدت سهر يدها من يد عمار قائله: عمار من فضلك بلاش تغير الموضوع، الآلم عادى، ودلوقتي لازم تنفذ طلبى، ولو عاوز إنى أتنازلك عن مستحقاتى سواء نفقه أو مؤخر او حتى قايمة العفش أنا موافقه، أنا مش عاوزه أى حاجه منك.

إنصدم عمار، سهر تبرئه مقابل أن يوافق على طلاقها، لهذه الدرجه لا يعنى لها شئ.
قال عمار: سهر بلاش أرجوكى الكلام ده خلينا نتفاهم، يمكن نوصل لبدايه جديده صدقينى أنا...

قاطعته سهر قائله: هتقولى بحبك، وبعدها بكم يوم ترجع تانى تسئ الظن بيا، كفايه يا عمار، مبقتش قادره أستحمل خلاص، جوازنا من البدايه كان بسبب غلط غيرنا، ومحدش دفع تمن الغلط ده غيرى، وأنا مبقتش قادره أتحمل، في بداية جوازنا رغم أنك أغتصبتنى، وكنت حاد معايا في التعامل، بس مكنش بيفرق معايا، بس مع الوقت، بقيت بحس بوجع من تقلباتك كل شويه بشكل، أوقات، بحس أنك بتحبنى، وأوقات بحس أنى زى ما فريال وغدير بيقولوا إنى مش أكتر ماعون لك، بعوض الناقص عند خديجه، أنا عمرى ما كرهتها، بالعكس كنت بشفق عليها، إزاى قابله بحياتها معاك بالشكل ده، والاهم قابله أن واحده تانيه بتشاركها فيك، أنا أوقات بغير منها، وبحقد عليها، بسبب مكانتها عندك.

رد عمار: سهر إنت مكانتك عندى أعلى وأغلى من أى حد تانى حتى من خديجه نفسها، خديجه ملهاش أى...
قاطعته سهر قائله: لو كنت غاليه عندك، ريحنى يا عمار، وإنهى القصه دى بقى كفايه كده.
رد عمار بتصميم: لأ يا سهر مش هطلقك وقصتنا مش هتنتهى.
تعصبت سهر قائله: هتنتهى يا عمار، لأن لو مطلقتنيش خديجه هتدخل السجن
نظر عمار لها بذهول: وأيه الى هيدخل خديجه السجن.

ردت سهر قائله: لأنى هتهمها هي الى ضربتنى بالرصاص، وحاولت تقتلنى، وتبقى قضية غيرة ضراير.
تعجب عمار من مساومة سهر، له، وقبل أن يتحدث تألمت سهر بوجع قائله: عارفه خديجه غاليه عليك، وبتخاف عليها فهتوافق عالطلاق.
رد عمار قائلا: وأنتى كمان غاليه وأغلى يا سهر، وبلاش طريقة المساومه دى.

بدأت سهر تشعر بزوال مفعول المسكن، والآلم يشتد، فقالت: المساومه، خصله جديده إكتشفتها فيا، خليها تنضم لبقية خصالى السيئه، طلقنى يا عمار، خلاص مبقتش قادره أتحمل، لو مش عاوزنى أتهم خديجه، وأدخلها السجن، يبقى تطلقنى، وهتنازلك عن كل مستحقاتى مش عاوزه منك حاجه، كل الى عاوزاه إنى أخلص من الجوازه، دى، ومنك ومن كل عيلة زايد وأنسى وأمحى الفتره الى فاتت من حياتى، وأنسى أنى في يوم قابلتك.

أقترب عمار من سهر وإنحنى يقبل جبينها، يستنشق من أنفاسها.
للحظه ضعفت سهر، لكن سرعان ما إشتد وجع جسدها وكزت على أسنانها من الآلم قائله: قولتلك بكرهك يا عمار، طلقنى.
قبل عمار جبين سهر قائلا: إنت طالق يا سهر.
نهض عمار بعدها سريعا يغادر الغرفه.
شعرت سهر بفراغ قاتل، مصاحب لآلم جسدها، شقت الدموع عيناها، عمار إختار خديجه.
بعد مرور حوالى شهر ونصف.
بعيادة إحدى طبيبات النساء.

عدلت غدير من هندامها، ونهضت من على فراش الكشف، وتوجهت لمكتب الطبيبه، تحدثت الطبيبه قائله: حضرتك حامل في ولد.
فرحت غدير، بشده منتشيه
لكن عاودت الطبيبه القول قائله: بس في مشكله ظهرت.
قالت غدير برجفه: خير ايه المشكله.
ردت الطبيبه: وأنا بكشف عليكى المره الى فاتت لاحظت شئ حجم دماغ الجنين.
قالت غدير: وأيه هو الشى ده؟
ردت الطبيبه: دماغ الجنين بتنمو بشكل غير طبيعى لحجمه وحجم جسم الجنين.

تعجبت غدير قائله: وده معناه أيه؟
ردت الطبيبه: أعتقد في ميه بتجمع في مخ الجنين، لازم إشاعات معينه هكتبلك عليها، لأن لو توقعى صحيح، يبقى الجنين ده وقت الولاده هيلزمك تدخل جراحى، لان الولاده الطبيعيه هتكون مستحيله، وكمان في شئ تانى، إن الطفل ده بشكل كبير هيكون من ذوى الأحتياجات الخاصه، بسبب تأثير الميه الزياده على مخه وقت النمو وهو في رحمك.

ردت غدير: قصدك أيه من ذوى الأحتياجات الخاصه، قصدك عقله متخلف، لأ أنا مش هقدر أتقبل طفل بالشكل ده، شوفيلى حل، حتى لو هتنزليه.
ردت الطبيبه بصدمه: إنا بقول توقع مش تأكيد، وحتى لو كان توقعى صح، ومسموش تخلف عقلى، ده رحمه من ربنا بعتها ليكى تدخلى بها الجنه.
بالفيوم.

فرحه عارمه من حسام، بعد أن سمع ذالك الخبر، عمار، قام بتطليق خديجه، رغم أنه كان يشعر دائما، بالنفور من ذاته، إذا فكر في خديجه، فهى إمرأه متزوجه، بآخر، لكن الآن أصبح الطريق أمامه مفتوح، أو ربما موارب، وسيستغل الفرصه بأقرب وقت.
بالبحر الأحمر
بليله صيفيه هادئه
كانت سهر تجلس تضجع بظهرها، وتمدد ساقيها أمامها، تسمع صوت أمواج البحر، وترفع عيناها، تنظر للنجوم المتلألأه في السماء
سمعت صوت من خلفها يقول: سهر.

أعتدلت في جلستها، ورسمت بسمه على وجهها.
وضع علاء يده على كتفها، ثم جلس جوارها، يقول بمزح: أيه قاعده تعدى النجوم، خدينى جنبك نعدهم سوا.
تبسمت قائله: مبقيتش أعد النجوم خلاص بطلت العاده، دى، كنت صغيره، دلوقتي كبرت.
نظر لها علاء بتفاجؤ، قائلا: سهر تكبر مصدقش.
ردت سهر: لأ صدق، سهر كبرت، بقت مطلقه، وهي لسه مكملتش أتنين وعشرين سنه، حتى قبل ما تخلص دارستها.

نظر علاء لسهر، التي تلمع عيناها بدموع، متألما، وقال: لسه قدامك فرص كتير، يا سهر بالحياه، خلصى دراستك، وأفتحى سنتر الدروس الى كنتى بتقوليلى عليه، فاكره، لما كنتى بتقوليلى، هبقى مليونيره، وأتبرى منك أنت وماما.
تبسمت ساخره تقول: تعرف الحاجه الوحيده الى أستفادها من جوازى من عمار هي أنى فعلا، بقيت مليونيره، دفعلى، كل مستحقاتى وأكتر، بطيب خاطر، رغم أن أنا الى أصريت عالطلاق.

نظر علاء بحزن وقال لها: سهر، أنتى حبيتى عمار، زى هو ما حبك بالظبط، أنا متأكد، بس الى خلاكى متقبلتيش الحب ده، هو طباع عمار، الصعبه، وكمان أنه أغتصبك في ليلة زفافكم.
تعجبت سهر قائله: وعرفت ده منين ماما قالتلك.
رد علاء: لأ، أنا عرفت بطريقه تانيه، بس مش المهم عرفت إزاى، المهم إنى عرفت إن عمار طلق خديجه، كمان.
نظرت سهر له مذهوله تقول: بتقول أيه عمار طلق خديجه، مستحيل.

رد علاء: وليه مستحيل، أتنين وإطلقوا، النصيب إنتهى لحد كده.
ردت سهر: طب والسبب أيه، دول كان بينهم وفاق كبير.
رد علاء: بصراحه معرفش ليه، بس البلد كلها ملهاش سيره غير إن عمار طلق حريمه الإتنين في وقت قصير، حتى في كلام مش لطيف كده، سمعته في حق عمار، متأكد إنه مش صح.
استغربت سهر قائله: وأيه هو الكلام ده بقى؟، هيتجوز التالته علشان تخلف له.
ضحك علاء قائلا: معتقدش في واحده ترضى تتجوز عمار لو سمعت الأشاعه دى.

أستغربت سهر قائله: وإشاعة أيه دى بقى!
ضحك علاء، دون رد لم يستطع الرد بسبب هيستريا ضحك تمالكت منه.
قالت سهر بغيظ: بطل ضحك وقولى أيه هي الاشاعه دى؟
رد علاء وهو يحاول تمالك ضحكه: أصلهم بيقولوا عمار طلق حريمه الأتنين، بسبب عله فيه.
ردت سهر بعدم فهم: علة أيه؟
مازال علاء يضحك وقال: من الآخر بيقولوا مالوش في الحريم.
ردت سهر بدون وعى: مالوش في الحريم وله في أيه،؟، توقفت سهر ثم قالت: قصدك أنه!

أماء علاء رأسه بموافقه ضاحكا يقول: على رأى هاني رمزى مبيعرفش.
للحظه ضحكت سهر وقالت: ومين الى طلع عليه الاشاعه دى، أكيد الغوريلا وبنتها، وإزاى الناس تصدق اشاعه زى دى، وبعدين أنا كنت حملت من عمار، طب إزاى بقى.
ضحك علاء يقول: مش بقولك إشاعه، بس انا كمان ممكن أصدقها.

ضربت سهر بيدها على صدر علاء قائله: تصدق أيه دى تخاريف طبعا، وأنا أكتر واحده عارفه عمار، وبعدين مش من شويه كنت بتقول عرفت انه أغتصبنى، طب مصدق إزاى بقى.
قالت سهر هذا وشعرت بالخجل وأخفضت وجهها بخجل.

تبسم علاء يقول: انت أدرى أنا مالى، ناقل الكفر ليس بكافر، انا بقولك الكلام الى داير في البلد، إنتى بعد ما خرجتى من المستشفى فضلتى يومين في بيت تيتا يسريه، وبعدها جيتى لهنا عالبحر الأحمر، وأتقطعت صلتك بالبلد.
تبسمت سهر بتفكير قائله: بس تصدق الإشاعه دى جت في صالحى.
تعجب علاء يقول: قصدك أيه!

ردت سهر قائله: كده مفيش أى واحده ست هتقرب من عمار، هيبقى جواها شك فيه، أهو يتوقف حاله، لحد ما أريح أعصابى هنا، شويه وأرجع له البلد من تانى.
ضحك علاء يقول: إن كيدهن عظيم، صحيح حتى سهر البريئه، إتعلمت الكيد.
ضحكت سهر وهي تضرب بيدها صدر علاء.
لكن كانت هناك عين عاشق تراقب من بعيد، رغم غيرته من إنسجام علاء وسهر وضحكهم وتقاربهم من بعض، لكن، عاد لقلبه الأمل أن تعود سهر لنفسها مره أخرى.


رواية جوازة بدل للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل التاسع والعشرون

جميع الحقوق محفوظة © 2013 storeeve.com
تصميم : يعقوب رضا